يوميات جاكلين سلام... العطر وورشة الكتابة الابداعية في تورنتو
العطر وورشة الكتابة الإبداعية ذات خريف
ما عطركِ؟
ذهبت لحضور ورشة عمل تخص الكتابة والنشر في كندا، كان يدير الجلسة صحفي يعمل محررا في "تورنتو ستار" وكان هناك 4 صحفيين، حضروا للحديث عن بداياتهم و سبل الوصول الى ( القارئ) والنجاح في مهنة الكتابة.
كان الاجتماع في مكتبة تورنتو الكبرى للبحوث ( تورنتو رنفرنس ليبري) وهناك برامج ثقافية تجري في المكتبة على مدار العام.
ولان المكتبة نظيفة وساحتها واسعة يأتي ( المشردون - هوملس) مع روائحهم واكياس مقتنياتهم التي يحشرون فيها متاعهم الرث العفن.
هذا موضوع اخر من حياة تورنتو الشاسعة.
…
كان الفصل خريفا والبرد ما يزال خفيفا وكنت اتابع ما أمكن من الانشطة الثقافية في المدينة .
كان هناك طاولة عليها بعض المنشورات وبعض الكتب لهؤلاء الكتاب.
قبل أن تبدأ الجلسة وقفت أتصفح الأوراق المعروضة، والعناوين.
لم انتبه لمن في جواري من رجال او نساء….
وفجأة، سألني شاب كان يقف هناك: ما هو نوع عطرك؟!
التفت اليه - مستغربة ... وقلت: ماذا؟
فقال بثقة وبصوت مسموع للاخرين: ما هو نوع عطرك، أنا جاد، أنا لا أغازلك، اريد أن أعرف نوع عطرك؟
اعتقد أن وجهي شابته الحمرة قليلا...ولاحظت أن المرأة التي بجانبي تبتسم وهي تتصفح الأوراق المعروضة وقصاصات الصحف والمراجع المقترحة للقراءة.
...
أصر الغريب الذي يبدو في منتصف العمر على السؤال
ما عطرك؟
فقلت: العطر..عطري!
ألبس عطر ...ايلي صعب.
فقال: كيف أكتب الاسم؟
قلت انه مصمم ازياء لبناني معروف، أبحث عنه.
قال: لست غريبا عن المنطقة
انا من اسرائيل، من حيفا
ولديكم مغنية جميلة اسمها ( هيفا)
صمتٌ قصير وارتباك من قبلي...
ثم قلت: ولدينا خليل جبران، هل تعرفه!
قال: هذه الورشة عن الكتابة ( السردية واللامتخيلة) لا تهمني.
انا لا اريد معلومات عن هذا.
أنا أكتب قصصا متخيلة-فيكشن.
سأخرج.
ثم انصرف من القاعة.
بعد انتهاء المحاضرة ذهبت الى مكتبة ( انديغو) على Bay Street
داون تاون تورنتو حيث تباع الكتب ،وداخل المكتبة يوجد مقهى ستاربكس…
لمحت الشخص هناك يتمشى...كان يلبس جاكيت جلد بلون البصل.
,ضعـُ رأسي عميقا في الكتاب...هناك نا اتصفح العالم وقهوة المساء.
وتابعت البحث عن جملة مفيدة وسط ضوضاء هذه المدينة، مدينة تورنتو.
#جاكلين_سلام
(من كتاب اليوميات…)
تعليقات