about " Anne of green Gables"
أبطال قصص الأطفال أحياء في قلوب الكنديين وحول العالم
مائة عام على ولادة كتاب «آنّ المراعي الخضراء»
2008-11-06
جاكلين سلام - تورنتو
نّ المراعي الخضراء للكاتبة لوسي. م. مونتغمري والذكرى المئوية:
لقد حقق بعض كتّاب أدب الطفل في كندا شهرة وإعجاباً من قبل القراء الصغار والكبار، ليس في كندا وحدها، بل وفي دول العالم، عدا العربية. أتناول هنا تحديداً شخصية آنّ في رواية « آنّ أوف غرين غيبلز» للكاتبة الكندية لوسي.م. مونتغمري. أو «آنّ المراعي الخضراء» كما ورد في الترجمة العربية. آنّ شخصية محبوبة تتكرر في روايات عديدة. صار لهذه الشخصية عشاق من العالم يأتون للسياحة وزيارة البيت والمدرسة والجوار الذي كانت تعيش فيه الكاتبة مونتغمري، في «برينس إدوارد أيلاند» الساحرة بطبيعتها وخضرتها وجبالها. لقد تحولت الرواية إلى عرض موسيقي، أفلام سينمائية، أفلام كرتونية متحركة بلغات عالمية، وجعلوا من الشخصية ألعاباً للأطفال، قطعاً تذكارياً تحمل جملاً من الرواية، تماثيل صغيرة يحملها السياح إلى بلادهم. صور ومقتنيات تحقق دخلاً مادياً للجهات التي ترعى وتشجع بقاء هذه البطلة على قيد الحياة، وتهتم بتشجيع الأطفال على القراءة وتذوق الموسيقى، وحضور الأنشطة الثقافية المرحة والمفيدة. على مدار هذا العام أقيمت احتفالات لقراءة الأدب بمناسبة مرور مائة عام على صدور النسخة الأولى من القصة التي صدرت عام 1908. بعض الاحتفالات جرت في تورنتو وبحضور حفيدة الكاتبة لوسي مونتغمري التي عاشت بين (1874-1942). وجرى في الاحتفال التأكيد على أهمية الموقع الأثري الذي كانت تعيش فيه الكاتبة، والتأكيد على أهمية مثل هذه المواقع والبيوت التي يعيش فيها فنانون وكتّاب لهم بصمة واضحة في الثقافة الكندية.
وبهذه المناسبة المئوية للكتاب أطلقت مسابقة أدبية خاصة بالفتيان من فئات عمرية مختلفة من (10-18) سنة. إحدى الفائزات بجائزة لوسي مونتغمري فتاة كندية - سعودية الأصل. الأنشطة الاحتفالية والتذكارية لهذا العام لا تحصى، وكان آخرها في 26 سبتمبر الماضي، حفل توقيع على آخر تمثال صغير يحمل شخصية آنّ، ويوزع لعشاقها مرفقاً بالقصة. بالإضافة إلى إصدار طوابع بريدية خاصة سوف تستخدم في اليابان. واحتفل أيضاً بعيد ميلاد أي شخص بلغ المائة سنة هذا العام، يوافق ميلاده مع ميلاد كتاب «آنّ أوف غرين غيبلز». كما أقيمت معارض لا تزال جارية حتى الآن، وكانت هناك ندوات حولها على مستوى أكاديمي في جامعات تورنتو وغيرها، وصدرت كتب جديدة حول الكاتبة وحياتها.
بطلة لوسي مونتغمري الساخرة محبوبة شقية ثرثارة، شعرها أحمر، وجهها يعلوه النمش، فقيرة، يتيمة، شديدة الذكاء، ونكدية، تعتقد أن لا أحد يحبها. لكنها وجدت طريقها إلى قلوب القراء حول العالم، خاصة في اليابان، حيث كان هناك جيل من الفقراء واليتامى بعد الحرب. الرواية العالمية الشهيرة «آنّ المراعي الخضراء «مترجمة إلى العربية، إصدار وزارة الثقافة السورية، لكنني لم أقرأ لها أثراً أو صدى في الإعلام العربي. فيما تجاوزت مبيعات الرواية 50 مليون نسخة حول العالم، وترجمت إلى 30 لغة.
كندا الحديثة العهد، تبتكر آثارها بطريقتها، وتصنع من رسائل الأهل والعشاق العاديين، أرشيفاً، تصدره في طبعات أنيقة. بينما نحن هناك في الشرق غارقون في اللطم على طريقة آنّ، الطفلة الصغيرة التي وجدتها المربية وهي تبكي بحرقة شديدة. حين سألتها لماذا، أجهشت بالبكاء وقالت: إنها ستفتقد «ديانا» صديقتها المفضلة ذات يوم. صديقتها سوف تكبر، وتعشق وتتزوج وتسافر إلى بلد بعيد، وتنساها.
قصة آن مثيرة بأحداثها وتجذب القارئ بلغتها الرشيقة وروح الفكاهة والحبكة المشوقة. الفتاة اليتيمة المتبناة، تحقق حضوراً طيباً في المكان الجديد الذي انتقلت إليه. تحقق تفوقاً على أبناء صفها. تتأهل للتسجيل في معهد مرموق لكنها لا تستطيع أن تذهب. ظروف مادية تمنعها من تحقيق الكثير مما تحب، لكنها بذكائها الفطري تحقق شهرة وتحوز على محبة العائلة التي تعيش معها، وإعجاب ابن صفها في مرحلة التعليم المتوسط، الذي تعب كثيراً كي يحظى برضاها عنه بعد أن سخر مرّة من ضفائرها الحمراء، وشبهها بالجزر.
نتحدث عن أبطال الورق الكندي، وندرك أن لا شيء يمنع الكاتب العربي أن يبدع شخوصاً درامية بهذه الحساسية والمقدرة على الدخول في قلوب عشاق القراءة ولعب دور إنساني جمالي على المستوى الوطني والعالمي، ولكن- إذا توفرت الظروف الصحية لكل من المبدع والمتلقي.
صحيفة العرب القطرية
*كاتبة سورية مقيمة في كندا
مائة عام على ولادة كتاب «آنّ المراعي الخضراء»
2008-11-06
جاكلين سلام - تورنتو
نّ المراعي الخضراء للكاتبة لوسي. م. مونتغمري والذكرى المئوية:
لقد حقق بعض كتّاب أدب الطفل في كندا شهرة وإعجاباً من قبل القراء الصغار والكبار، ليس في كندا وحدها، بل وفي دول العالم، عدا العربية. أتناول هنا تحديداً شخصية آنّ في رواية « آنّ أوف غرين غيبلز» للكاتبة الكندية لوسي.م. مونتغمري. أو «آنّ المراعي الخضراء» كما ورد في الترجمة العربية. آنّ شخصية محبوبة تتكرر في روايات عديدة. صار لهذه الشخصية عشاق من العالم يأتون للسياحة وزيارة البيت والمدرسة والجوار الذي كانت تعيش فيه الكاتبة مونتغمري، في «برينس إدوارد أيلاند» الساحرة بطبيعتها وخضرتها وجبالها. لقد تحولت الرواية إلى عرض موسيقي، أفلام سينمائية، أفلام كرتونية متحركة بلغات عالمية، وجعلوا من الشخصية ألعاباً للأطفال، قطعاً تذكارياً تحمل جملاً من الرواية، تماثيل صغيرة يحملها السياح إلى بلادهم. صور ومقتنيات تحقق دخلاً مادياً للجهات التي ترعى وتشجع بقاء هذه البطلة على قيد الحياة، وتهتم بتشجيع الأطفال على القراءة وتذوق الموسيقى، وحضور الأنشطة الثقافية المرحة والمفيدة. على مدار هذا العام أقيمت احتفالات لقراءة الأدب بمناسبة مرور مائة عام على صدور النسخة الأولى من القصة التي صدرت عام 1908. بعض الاحتفالات جرت في تورنتو وبحضور حفيدة الكاتبة لوسي مونتغمري التي عاشت بين (1874-1942). وجرى في الاحتفال التأكيد على أهمية الموقع الأثري الذي كانت تعيش فيه الكاتبة، والتأكيد على أهمية مثل هذه المواقع والبيوت التي يعيش فيها فنانون وكتّاب لهم بصمة واضحة في الثقافة الكندية.
وبهذه المناسبة المئوية للكتاب أطلقت مسابقة أدبية خاصة بالفتيان من فئات عمرية مختلفة من (10-18) سنة. إحدى الفائزات بجائزة لوسي مونتغمري فتاة كندية - سعودية الأصل. الأنشطة الاحتفالية والتذكارية لهذا العام لا تحصى، وكان آخرها في 26 سبتمبر الماضي، حفل توقيع على آخر تمثال صغير يحمل شخصية آنّ، ويوزع لعشاقها مرفقاً بالقصة. بالإضافة إلى إصدار طوابع بريدية خاصة سوف تستخدم في اليابان. واحتفل أيضاً بعيد ميلاد أي شخص بلغ المائة سنة هذا العام، يوافق ميلاده مع ميلاد كتاب «آنّ أوف غرين غيبلز». كما أقيمت معارض لا تزال جارية حتى الآن، وكانت هناك ندوات حولها على مستوى أكاديمي في جامعات تورنتو وغيرها، وصدرت كتب جديدة حول الكاتبة وحياتها.
بطلة لوسي مونتغمري الساخرة محبوبة شقية ثرثارة، شعرها أحمر، وجهها يعلوه النمش، فقيرة، يتيمة، شديدة الذكاء، ونكدية، تعتقد أن لا أحد يحبها. لكنها وجدت طريقها إلى قلوب القراء حول العالم، خاصة في اليابان، حيث كان هناك جيل من الفقراء واليتامى بعد الحرب. الرواية العالمية الشهيرة «آنّ المراعي الخضراء «مترجمة إلى العربية، إصدار وزارة الثقافة السورية، لكنني لم أقرأ لها أثراً أو صدى في الإعلام العربي. فيما تجاوزت مبيعات الرواية 50 مليون نسخة حول العالم، وترجمت إلى 30 لغة.
كندا الحديثة العهد، تبتكر آثارها بطريقتها، وتصنع من رسائل الأهل والعشاق العاديين، أرشيفاً، تصدره في طبعات أنيقة. بينما نحن هناك في الشرق غارقون في اللطم على طريقة آنّ، الطفلة الصغيرة التي وجدتها المربية وهي تبكي بحرقة شديدة. حين سألتها لماذا، أجهشت بالبكاء وقالت: إنها ستفتقد «ديانا» صديقتها المفضلة ذات يوم. صديقتها سوف تكبر، وتعشق وتتزوج وتسافر إلى بلد بعيد، وتنساها.
قصة آن مثيرة بأحداثها وتجذب القارئ بلغتها الرشيقة وروح الفكاهة والحبكة المشوقة. الفتاة اليتيمة المتبناة، تحقق حضوراً طيباً في المكان الجديد الذي انتقلت إليه. تحقق تفوقاً على أبناء صفها. تتأهل للتسجيل في معهد مرموق لكنها لا تستطيع أن تذهب. ظروف مادية تمنعها من تحقيق الكثير مما تحب، لكنها بذكائها الفطري تحقق شهرة وتحوز على محبة العائلة التي تعيش معها، وإعجاب ابن صفها في مرحلة التعليم المتوسط، الذي تعب كثيراً كي يحظى برضاها عنه بعد أن سخر مرّة من ضفائرها الحمراء، وشبهها بالجزر.
نتحدث عن أبطال الورق الكندي، وندرك أن لا شيء يمنع الكاتب العربي أن يبدع شخوصاً درامية بهذه الحساسية والمقدرة على الدخول في قلوب عشاق القراءة ولعب دور إنساني جمالي على المستوى الوطني والعالمي، ولكن- إذا توفرت الظروف الصحية لكل من المبدع والمتلقي.
صحيفة العرب القطرية
*كاتبة سورية مقيمة في كندا
تعليقات