حضانة الاطفال والحقائق المرة عن محكمة الاسرة في كندا
http://www.almoustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=347542
أحبّوا أطفالكم أكثر من كرهكم لأزواجكم السابقين
الانفصال، حضانة الأطفال، والحقائق المرّة عن محكمة الأسرة
المستقبل - الاحد 17 أيار 2009 - العدد 3306 - نوافذ - صفحة 12
تورنتو ـ جاكلين سلام
الفلاسفة، الشعراء والشاعرات، وحتى رؤساء الجمهوريات، العاملون في المقهى، المتدينون والملحدون، الفقراء والأغنياء، أطباء علم النفس، المحامون والقضاة، باعة الخضار والألبسة والأدوات الكهربائية، كلهم قد يقعون في تجربة الطلاق ويواجهون مسألة رعاية الأطفال. العلم والثقافة والإيمان ولا حتى الحبّ يستطيع دوماً أن يحمي بيت الأسرة من الانكسار، أو تغيير المسار الذي قد يتم بصيغة ودية أو عنيفة. وهذه المسارات والمخلفات المؤلمة والتوفيقية كلها يتم مناقشتها بعلانية في هذا الكتاب الذي صدر بالانكليزية، أواخر شباط/ فبراير 2009 في كندا بعنوان "شدّ الحبل" لقاضي المحكمة الأسرية" هارفي بروانستون" يناقش فيه مشاكل الطلاق ومحكمة الأسرة في تورنتو.يرى المؤلف أن الأهالي يستخدمون أطفالهم لاستعراض قواهم كما يحصل في لعبة شد الحبل المعروفة تاريخياً. أثار الكتاب الأول من نوعه ردود فعل متفاوتة في أونتاريو، سواء من قبل العاملين في قطاع الخدمات القانونية أو من قبل القراء والذين لهم تجارب مختلفة مع قرارات محكمة الأسرة وحضانة الأطفال وما يتبع ذلك من إشكالات. يكتسب هذا الكتاب أهميته من أنه أول كتاب يحرره شخص يحترف العمل في محكمة الأسرة، و يجد أن اللجوء إلى المحكمة آخر الحلول، وليس أنجعها. بل يقترح بدائل أخرى غير اللجوء إلى القضاء لحل المشاكل المادية والمعيشية المتعلقة بالأولاد والأبوين. القاضي هارفي براونستون صرح في لقاء مباشر عبر راديو "سي بي سي" أواخر شهر نيسان 2009 بأنه لا يشجع الطلاق عبر المحكمة، ويقول: "من ناحية الأبوين، ليس هناك رابح وليس هناك خاسر، المسألة تتعلق بصالح الأولاد فقط". البحث عن تسويات بالتراضي بعيداً عن المحكمة وتكاليفها وتعقيداتها يكون عائده أفضل على الأولاد وعلى الوالدين اللذين يقتتلان من أجل"الثروة والملكية". يشير القاضي إلى أن بعض الأزواج على استعداد للاقتتال من أجل غطاء مخدة، مقاعد في حديقة البيت وما شابه. هؤلاء يقولون انهم يريدون ثمن هذه الأغراض، فيما هم يدفعون للمحكمة مبالغ كبيرة وأكبر بكثير من هذه الأشياء التي يتصارعون عليها. القاضي لا يشجع ولا يدحض مسالة الطلاق، بل يناقش أهمية المحافظة على سلامة الأطفال في جميع الأحوال. لذلك يقول"أحبّوا أطفالكم أكثر مما تكرهوا أزواجكم السابقين". أثناء الحوار المباشر على الهواء، اتصلت به فتاة شابة وقالت انها أكثر سعادة بعد طلاق والديها. هنا مقتطفات من مقالة عن صحيفة تورنتو ستار للكاتبة سوزان بيغ، بتاريخ 12شباط / فبراير 2009 حول هذا الكتاب الذي يحقق الآن أفضل المبيعات في كندا ويعتبر درساً عميقاً للذين مروا في التجربة، والذين هم في غمارها أو على وشك الدخول فيها."القاضي هارفي براونستون ليس متحيّزاً إلى أي طرف، بل يعتبر أي طفل(ة) يعبر حياته من خلال محكمة العائلة في أونتاريو، بمثابة ابنه. خلال 14 عاما من العمل في محكمة قانون العائلة، بروانستون تعلّم أن يحيد بنفسه عاطفياً وهو يعبر هذه المجازر "المسمومة" في حالات الانفصال وهو ينصت إلى أشخاص يقتتلون حتى الموت من أجل شيء تافه كغطاء مخدة يمكن شراؤها من "وول مارت". إنه يدرك بألم أن الأزواج القلقين والأحبة سابقا يتوقعون منه أن يحتكم على حكمة سليمان وعشق المهنة. كما أنه واع اتجاه حقيقة أن ضربة من قلمه ستغير إلى الأبد حيوات الأزواج المنفصلين. "لستُ أوجه دعوة للناس للقدوم إلى هنا" يقوم براونستون عن مكتب المحكمة في تورنتو هناك حيث يعمل القاضي على إنهاء حالة والبدء بأخرى.... " ولكن إذا طلبوا مني أن أحكم وأقرر، سوف أقرر ما أعتقد أنه صحيح، وسوف أنظر حينذاك إلى العالم بعين أطفالهم وعلى قدر استطاعتي. "أقول للناس: سيرتب عليكم أن ترقصوا معاً في حفل قران أولادكم، ستكونون هناك بانتظار ولادة الحفيد الأول. يجب أن تحبوا أطفالكم بالقدر الكافي الذي يمكّنكم من القيام بهذا لأجلهم. براونستون يؤمن أن المقدرة على الطلاق "بشكل حسن" تعود إلى النضج، لكنه لا يرى كثيرا من هذا النضج في المحكمة هذه الأيام. في المحطة الأخيرة التي يأتي إليها الأزواج الذين لم يستطيعوا أن يتفقوا من خلال الجلسات الاستشارية مع اخصائيين في سؤون الأسرة، والعمل على تقاسم الممتلكات وحضانة الأولاد. لهذا السبب أصدر كتابا يعتبر أول كتاب يصدر عن قاضي محكمة الأسرة، ويطمح من خلاله أن يعلّم الأزواج المقبلين على الانفصال. حرب شدّ الحبل: يستعرض خبرة القاضي في الانفصال، معارك الحضانة، والحقيقة المرّة عن محكمة الأسرة. الكتاب يدحض الأكاذيب (عدا مصاريف مساعدة الطفل، حتى وان حصل الحمل في حالة المضاجعة مرة واحدة عابرة) ويقدم معلومات كثيرة مثل( أجرة محامي الأسرة تتراوح، للساعة الواحدة بين 200ـ500 دولار بالاضافة إلى المصاريف) ويعرض الكتاب بدائل تتراوح بين(طلب الاستشارات إلى جلسات التأمل والخدمات العائلية) هذه البدائل عوضا عن محكمة الأسرة الشديدة الانشغال والمعتلة في تحضيراتها للتعامل مع الخلافات العائلية. القاضي براونستون ـ52سنة ـ يريد أن يبدأ الناس بالنظر في خلافاتهم الأسرية" كموضوع صحي عام" يكون فيه الأطفال تحت خطر الإيذاء العاطفي. أنه باستمرار يشعر بأعباء هذه المعاناة المستمرة كما أنه شعر بالامتنان من القلب حين كتب له أحد الأطفال بعد المحكمة بزمن طويل يشكره على القرار الذي أتخذه بخصوص تأمين مصاريف الطفل بعد الطلاق، الأمر الذي ساعد هؤلاء على متابعة تحصيلهم الجامعي أو مكّنهم من بقاء بيتهم العائلي مصاناً من الخراب. ويقول أيضاً "كذلك تلقيت رسائل تقول: كان عليك أن تبعدني عن كلا الوالدين. حظي سيكون أفضل لو كنت أعيش في بيوت التبني" . محور الكتاب يتلخّص في أن "محكمة الأسرة سيئة للعائلة، وإجراءات المحكمة سيئة على الأولاد". يستغرب القاضي كيف أن بعض الأزواج يتمادون في تمزيق أطفالهم وتوجيه الإهانة والغبن إليهم عاطفيا ونفسياً. بعضهم قال له: انهم كانوا يفضلون أن يروا الطفل ميتاً، أو في بيت الأيتام على أن يراه في حضانة الزوج او الزوجة ـ السابقة. يقول القاضي للأهالي: هل لديكم الشجاعة الكافية فيما بعد، لأن تقولوا لأولادكم بأننا كنا نكره بعضنا إلى درجة أننا احتجنا إلى شخص غريب كلياً كي يقرر أين سيعيش الطفل، وعدد المرات التي يحق له زيارة ابنه ذلك أننا لم نستطع أن نقيم توازناً، نحن الذين أتينا بك إلى هذه الحياة، احتجنا إلى شخص غريب كي يحدد لنا ذلك. ومن الشواهد المؤلمة التي يذكرها القاضي كدلالة على عقلية الانتقام والحقد لدى بعض الأزواج المقبلين على الطلاق. دخل زوجان مهنيان إلى المحكمة الأسرية وراحا يقتتلان بعنف. بعد محكمة أخذت نقودا كثيرة خلال فترة زمنية طويلة، اعطيت الحضانة للوالد. وبعدها بأشهر توفي الرجل في حادث سير. بعدها بساعات أتت الزوجة ـ الطليقة إلى المحكمة وكأنها تحتفل بسعادة وتقول "ما أردت أن تحرمني منه، أعطاه الله لي الآن، وستصير حضانة الأولاد لي" ويشير إلى تحكم عقلية الانتقام في بعض الحالات وللأسف".
تعليقات