انشغالات جاكلين سلام في الدستور الاردنية
انشغالات .. جاكلين سلام : ما زلت أتعلم التنفس وأحاول استيعاب نظام الضرائب في كندا
اعداد: موسى حوامدة
شاعرة وكاتبة ومترجمة سورية مقيمة في كندا ، صدر لها مؤخراً مجموعة شعرية هي الرابعة بعنوان "المحبرة أنثى". ماذا تقرئين حاليا؟-
أقرأ كتاباً دلني عليه ابني وهو "قردنا الداخلي ـ القردة العليا تفسر لماذا نحن على ما نحن عليه" للكاتب فرانز دي وال" الاخصائي في علم الحيوان والباحث في سلوك وتصرفات القردة وتقاطعها مع سلوك البشر وذلك من خلال المراقبة والمتابعة لسنوات طويلة في حدائق الحيوان. إنه كتاب يحفر في الطبقات السكيولوجية للأفراد والمجتمعات. وفي الآن ذاته أطالع كل يوم صفحات قليلة من "انطولوجيا أكسفورد للشعر الانكليزي ـ منذ وليم بليك وحتى شيموس هاينه". وأبذل جهداً لإكمال آخر رواية صدرت للكاتب الكندي "مايكل أونداتجي" بعنوان"ديفيسديرو". أراها مملة ولكنني مصرة على اكتشافها.
هل تشاهدين السينما أو المسرح؟ -
لا أشاهد المسرح. لا أتابع السينما بشدة. آخر فيلم شاهدته كان مضحكاً وعميقا بعنوان"اختراع الكذب" يحكي عن بلاد كان فيها الناس منتهى الصدق ، لم يكونوا قد اخترعوا الكذب إطلاقاً إلى أن أتى يوم وكذب أحدهم -صدفة - حين وجد نفسه في مأزق وجودي. كذب حين كانت أمه على سرير الموت تتوسل إليه بنظراتها الخائفة من الموت ، فراح يبتكر لها قصصاً وعالماً سحرياً ستذهب إليه بعد أن تفارقها الروح ، فماتت الأم مبتسمة وحالمة ، وولدت كذبة خلّفت متوالية أكاذيب.
ما الذي يشدك في المحطات الفضائية؟
- لا يوجد عندي فضائيات والتلفزيون جهاز مهمل تماما. نادراً ما أجلس أمام التلفزيون ، فقط أستمع إلى نشرات الأخبار ، وبرامج كوميدية سياسية وأحيانا ثقافية. أنا من أنصار الراديو. لكنني تابعت الألعاب الأولمبية الشتوية التي جرت في كندا.
ماذا تكتبين هذه الأيام؟
- أوقاتي موزعة بين كتابة قصة وقصيدة ومقالة وترجمات عن الانكليزية.
ما الذي أثار استفزازك مؤخرا؟
- استفزتني قصة امرأة عربية مهاجرة أنجبت حديثاً. حصل خلاف في الرأي بينها وبين زوجها ، فقام بضربها حتى نزفت ولم يكن جرح العملية القيصرية قد التأم. ضرب وليدها أيضاً أخذ النقود وجواز السفر وخرج قائلاً أنه سيعود إلى البلاد. اتصلت بالبوليس وتم القبض عليه لكنها بعد ذلك تنازلت عن حقها لأنها "تحبه". استفزني القول أنها "تحبه" وأتمنى أن أفهم ما هو الحبّ في نظر هذه المرأة ومثيلاتها،
حالة ثقافية لم ترق لك؟
- لا يروق لي الأسلوب الذي تتعامل به بعض الصحف العربية مع الكاتب الحرّ الذي يرفدهم بالمواد. ثمة سلطوية وهرمية يمارسونها بحكم مناصبهم "الموقرة". لا يكلفون خاطرهم بأن يقولوا للكاتبة فيما إذا كانت المادة ستنشر أم لا.
حالة أو موقف أعجبك؟
- أذهلتني الشابة الكندية التي استمرت في المشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية في فانكوفر كندا. تحدت ألمها ورقصت على الجليد وفازت بميدالية رغم موت أمّها الذي وقع أثناء التصفيات الأخيرة. حين انتهت من آداء وصلتها رفعت رأسها إلى السماء وأرسلت قبلة إلى روح والدتها التي كانت تساندها دوماً ، وبكت بحرقة ، ورافقها الجمهور بتصفيق حار وعيون دامعة.
ما هو آخر نشاط ابداعي حضرته؟
- حضرت أنشطة ومهرجانات شتوية أقيمت في تورنتو في ساحة عامة حين كانت درجة الحرارة ناقص 20 مئوية. حضرت أمسية أدبية شملت على قراءات في الرواية والقصة والشعر ، وعزف على "البانجو" وطبول الهنود الحمر والاسيويين. كان الاحتفال في طابق علوي من فندق فخم في الداون تاو ، في صالة أنيقة مرفّهة والتحف الفنية مبعثرة في الصالة. وكان هناك أيضاً من يقرأ "كف الكاتب" ويحدثه عن مستقبله الأدبي. أردت أن أفتح له كفي لكنني تسمرّت وفي داخلي كمّ من الغربة والغرابة.
ھما هي إنشغالاتك الاجتماعية؟
- تحررتُ من كلّ الأعباء الاجتماعية. حضرت البارحة سهرة عيد ميلاد واستمتعت بأطباق "الكبة والفتوش وورق العنب" ثم الموسيقى التي عزفها الأب احتفالاً بعيد ميلاد ابنته. فرصة ثمينة ضاعت منك؟- لا أنظر إلى الخلف ، ولا أدري لماذا نصوصي تلوي عنقها نحو الماضي ولا تنكسر.
نصيحة قدمت لك ولم تأخذ بها؟
- نصحني والداي أن أكمل دراستي الجامعية قبل أن أتزوج لكنني عاندتهم وتمسكت بالحبّ. جرّة الحبّ انكسرت في الطريق الشائك والشهادة الجامعية بقيت بلا أختام التخرج.
ما الذي يشغل بالك مستقبلا؟
- التجربة علمّتني أن أعيش الآن ، وأعيد قراءة"قوة الآن" للكاتب ايختارت تول. هل لديك انشغالات وجودية؟- تخلصت من زحمة الأسئلة الكبرى حول الكون والوجود. أريد أن أصل إلى ذاتي. في هذا العمر وما زلت أتعلم التنفس من جديد. وأحاول أن أستوعب نظام الضرائب في كندا.
ما الذي ينقص الثقافة العربية؟
- ينقصها أن تفسح مجالاً للرأي ونقد بعض الأسماء التي يقال عنها "كبيرة وشهيرة". ينقصها الجدية والنظرة النقدية المتروية حيال ما تكتبه المرأة ، والجميلة خصوصاً. ما الذي ينقصنا في الأردن او في بلدك على الصعيد الثقافي؟ينقصنا أن نفصل بين العلاقات الشخصية والمقالات النقدية التي تحكي عن شخص الكاتب بأكثر مما تبحث في أعماق النصّ. بل ينقصنا شيء اسمه
النقد. وينقصنا فصل الثقافة عن السلطات بأنواعها
الدستور الاردنية
التاريخ : 01-04-2010
تعليقات