شهر نيسان، شهر الشعر في كندا ومهرجانات

دعوة إلى عشاء مع 85 كاتباً كندياً في سوق سان لورانس في تورنتو الشعر في كندا يزور المدارس وحدائق الحيوان في شهر نيسان جاكلين سلام /تورنتو في الذكرى السنوية العاشرة للاحتفاء بالشعر الذي يستمر طوال نيسان، انطلقت أعراس الشعر في أطراف المدن ومراكزها الكبرى ـ تورنتو، مونريال، فانكوفر...وغيرها. "بدأت تعقد ندوات وأنشطة فيها تسافر الكلمة إلى عشاقها ليصبح "الشعر بلا حدود" شعاراً وغاية وأمنية وحاجة إنسانية تجمع البشر من كل الطبقات والأعراق. تأسس هذا التقليد الشعري أساسا في أميركا عام 1966، ثم انتقل ليصبح مناسبة وطنية كبيرة منذ عام 1998 وبمبادرة من قبل تجمّع شعراء كندا، وتوسعت حلقة هذه النشاطات لتشمل جميع القطاعات الحيوية والمهمشة. ولن يغيب "عرس الدم" وصوت لوركا عن مسرح الحياة هذا الشهر حيث ستقدم مسرحيته من جديد على مسرح معهد" جورج براون". ليس بالضرورة أن تكون كندا على امتدادها عاصمة للثقافة كي تحتفي بالشعر والشعراء والكلمة، وبالضرورة أن يصبح الشعر عاصمة للأرواح العالية التي تبتكر الجمال والحب والربيع. الشعر لا يتكبر على أحد ولا يقيم حدوداً. وفي هذا الربيع الشعري نصغي لحفيف الكلمات التي زرعها الشعراء في صفحات الكتب وراحت تصافح قلوب وآذان الناس في بيوتهم عبر محطات الراديو والتلفاز، في مدارسهم من خلال زيارات الشعراء والحض على دراسة وتعليم الشعر وتشجيع الطلبة الصغار على الكتابة والمشاركة في المسابقات الدورية المدرسية، وأبعد. يذهب الشعر إلى الأسواق والمجمعات الكبيرة فيلتفت إليه الزبون المشغول بشراء وجبة طعام، لحوم وخضر. الشعر لا يتكبر على أحد ولا يستثني أحداً. الشعر يذهب إلى الطبيعة، إلى الحافلات وسائقي التاكسي، ويذهب أيضاً إلى حدائق الحيوان في المدن ليعيد صوغ العلاقة الإنسانية بين البشر والكائنات الأخرى التي تقاسمنا معها هذا الكوكب الأرضي الذي أعتدى عليه ابن الإنسان بصيغ شتى، ليست الحروب أولها، وليس التلوث البيئي، وانقراض بعض الحيوانات، وانحسار المساحات الخضراء آخرها. كانت ليلة الثالث من نيسان الجاري حدثاً ثقافياً بامتياز، وخطوة رائدة جمعت ما بين الشعر والاقتصاد. ما بين عالم الكلمة والمطبخ ومستقبل الشجرة وامنا الأرض. وذلك من خلال المِهرجان الكبير الذي أعدت له لجنة مشروع "دولار تورنتو"، إذ تحولت الصالة الكبيرة إلى محفل للكتّاب وللمطبوعات وعشاق القراءة، واتسعت الصالة لعرض أعمال 85 كاتباً في جميع حقول الإبداع من تورنتو وضواحيها وبحضور الكتّاب أنفسهم لبيع كتبهم وتوقيعها والرد على أسئلة الجمهور. ابتدأ العرض بمائدة متنوعة الأطباق والنكهات والمشروبات واستمر مدة ثلاث ساعات، تم خلالها إفساح المجال لعدد من الكتاب للحديث عن كتبهم الصادرة حديثاً، ولقراءة الشعر والسرد، وللاستمتاع بفقرات فنية موسيقية أداها شباب من مختلف الأعمار والجنسيات. ألقيت في المناسبة قصائد من أجل السلام بلغات العالم ومنها العربية، الإيطالية، اليونانية، الإسبانية...وغيرها. أما "دولار تورنتو" فهو مشروع طوعي تأسس في تورنتو منذ عام 1998 ليكون مركز توعية وخدمات، ثقافية وفكرية وبيئية. الشاعرة والروائية الكندية ـ اليابانية الاصل "جوي كوجاوا" هي واحدة من مؤسسي هذا المشروع والمنظمين لنشاطات هذا المركز وهذا المهرجان. ومن خلال سؤالنا للشاعرة عن أهداف هذا المشروع وكيفية عمله، قالت: إنه مشروع يرمي إلى خلق جالية أكثر مسؤولية وصحية، لتقوية الروابط بين أبناء الجاليات وأصحاب الأعمال، العمل لتقليص الهوة بين الفقير والغني بالاستفادة من عائدات هذا المشروع لدعم المشردين وأصحاب الاحتياجات، ودعم الأنشطة الثقافية والبيئية. ولكن ما هو بالتحديد "دولار تورنتو" وكيف يتم تصريفه وأين؟ إنه عملة ورقية بطبعة خاصة متعارف عليها في بنوك تورنتو ومجمعاتها ولها نفس القوة الشرائية للدولار العاديّ. يقوم المواطن بشراء هذه العملة من مراكز معينة معروفة، ويستخدمها في شراء احتياجاته من مجمعات الأغذية. ولكن الربح من هذه العملة يتجلى في أن 10% من القيمة الشرائية "لدولار تورنتو" تذهب لدعم هذه الخدمات التي يطمح المركز إلى تحقيقها. أي كل دولار يباع من هذا المركز، يذهب منه مقدار "10 سنتات" لبرامج المركز ـ غير الربحية. ضمت صالة السوق العريق طاولات عرض الكتب اقساما متعددة للأداب من كل صنف. كان هناك حضور لافت لأدب الأطفال والشباب، طاولات خاصة بالرواية والشعر والقِصة، إلى جوار الكتب المعنية بالسيرة والتحقيقات الصحافية والواقعية. وعلى سبيل المثال كانت المناسبة فرصة للتعرف على كتاب جديد حققته الكاتبة الصحافية الكندية ميشيل شيبرد حول حياة أحد معتقلي غونتانامو وهو "عمر قادر" المولود في كندا ومتحدر من أسرة باكستانية، ويعتبر أول أحد اصغر المعتقلين. حدثتنا الكاتبة عن عملها الشاق في التعرف على ملابسات قضيته، وذلك من خلال زياراتها إلى غونتانامو، وحضور جلسات المحكمة إضافة إلى حواراتها مع أفراد أسرة الشاب والتي تعرف بـ "أول عائلة كندية إرهابية". أما الحضور العربي الوحيد في هذا المهرجان فكان من خلال معروضات الكاتبة المصرية ـ الكندية ثريا عريان، المقيمة في كندا منذ سنوات طويلة في مدينة "هاملتون". حدثتنا الكاتبة الروائية عن اهتمامها بثيمة الهجرة في رواياتها وإشكالية البحث عن "البيت" الذي ليس هنا ولم يعد هناك. ويذكر أن للدكتورة ثريا عريان سبع مجموعات شعرية بالإنكليزية وروايتان مطعمتان برسومها. تدفق الجمهور إلى الصالة طوال ساعات المهرجان وتذوق ما يشتهي من أطباق الكتب والأيس كريم والقهوة والمقبلات. لكن الحضور كان أكثر كثافة في الجانب الآخر من السوق حيث خصصت الليلة للبيع والشراء والطعام والشراب وفرق الرقص والغناء يؤديها كنديون ـ من بلاد العالم. المستقبل - الاحد 20 نيسان 2008

تعليقات

جاكلين سلام

حضانة الاطفال والحقائق المرة عن محكمة الاسرة في كندا

شعرية الكريستال قراءة نقدية في مجموعة كريستال للشاعرة جاكلين سلام. د. محمد فكري الجزار

about " Anne of green Gables"

قسوة الهجرة الى كندا في مذكرات سوزانا مودي، جاكلين سلام

مراجعة كتاب وقراءة في "نادي الانتحار" والليالي العربية الجديدة

مشاركة جاكلين سلام في مؤتمر اعدت له الجامعة الكندية ( ماكماستر) حول اللغة والمنفى

انشغالات جاكلين سلام في الدستور الاردنية

حوار مع الناقد محمد عباس في صفحة منتدى مدينة على هدب طفل 2004

نصوص من مجموعة المحبرة أنثى