من نصوص المحبرة أنثى
المساء الذي بلون واحد لا يحتمل
جاكلين سلام /تورنتو
المساء الذي بلون واحد لا يحتمل. تجفل عين الكاميرا مما يحدث في بؤبؤ العين فتجعله أحمر برتقالياً، هذا لا يعني أن صاحبة الصورة شريرة. عناويني حمراء على الغالب، وشفاهي بعد القبلة أشد شجناً والتباساً. لم أكتب الشفاه قبل القبلة، بعد القبلة. اللون قبل القبلة زرقة مضمرة. لم يكن الجوع يقطف وهج الشفتين، كان موتاً يقرع حجرات القلب، كان بكاء خافتا، كانت الفتنة محروقة والغياب شديد الحلكة. كان صوتك يقول: من أين سقط الدمع في هذه اللحظة؟ لم يكن للدمع لون وليس لون الغياب أحمر، فلنفترض إنّه أزرق والشوق أزرق والحب تدرج من حمرة إلى رماد إلى كريستال. الكريستال متحف ألوان، انكسارها، هشاشتها وقسوتها. الحب ليس كريستالاً. الوهلة نثرات كريستال امرأة تدلف إلى داخلها. تغمض عينيها تنتظر وهلة لتكتب تحولات مزاجها، فتندلق في كفها الألوان. تتشعب الحكاية التي كان من الأفضل أن تنام في صدرها قبل أن تطلقها دون علم فيما إذا كانت ستصطدم بحرف نافذتك الباردة، نافذتك الخضراء، نافذتك...! لا أدري ما لون نافذتك، لا أدري إن كان لقلبك نوافذ تطل على سماء الكلمة والشفاه العاشقة. سماء الكلمة بئر مقلوبة، سماء الحروف ليست هناك حيث ينام الله بدقنه الطويلة البيضــاء وثوبه الأبيض. الأبيض يكسر سمت الكلمات. تقول صديقتي: الأبيض لون الكفن، الأبيض لون الثلج، الأبيض لون الأشباح. الأبيض فراغ هائل حين يختلط بشفتيك يشفى القمر من دورانه الأحمق. لكن القمر لا يدور سيدتي، الأرض هي التي تدور، كلماتك تزداد سرعة وتخرج عن مدار اللون، الجاذبية أيضا مسألة نسبية فلنخرج من الفيزياء ونبتعد عن الحسابات والدقة ودقة المشاعر وحديث الشفاه. ولكن لماذا أصبح الحديث بصيغة الجمع، وكنت قد ذهبت في اللون موجة على انفراد! للموجة ألوانها وتحولاتها وبعد نقطة الذروة تنحدر الى النقطة الميتة وعندها تنتفي العزلة ولا يعود مجدياً أي تصريح. كنت أبحث عن عزلة ألوّنها بمزاجي فسقطت في هذا اللاشيء، هذا الفاصل الخبيث ما بين الكلمة والكلمة، مابين اللون واللون، مابين الصورة والصورة، مابين الله وقلبي ووجهك في هذا الصمت المبهم. هل يحدث وتباغتكَ الألوان وأنت في غمار اللوحة فيولد لون جديد على أهداب الريشة كما تولد امرأة من رحم العاصفة!. ليس وجهك تماماً، ليس الحب، ليست الشفاه ما عصف بالليل وجداً. كانت العاصفة في الخارج تشتدّ. كان الحبّ فصلاً من فصول العاصفة. ما لون العاصفة يا امرأة، ما لون الحبّ حين يحدث في سمت العواصف. كنت دوماً تقول: أشتهي حضوركِ حين العاصفة. هذا المساء أعيد عليك القول: كان عليك أن تصل مع العاصفة تماماً كي نغمس كل كلمة في لونها. نمنحها قبلة للهبوب ومن الأوراق نمدّ سريراً للقصيدة ونشبك اللون باللون. هل مستّك اشتباكات الجسد حين كانت العاصفة تلوذ بالنوافذ والكائنات المجهولة وراءها؟ العاصفة ابنة الريح، جدة النسمة، سليلة المجهول، وأنت مجهول آخر أسامره في سلة ألواني. مسامرة العاصفة أرختْ عن وجهي بعض الأقنعة وعن كلماتي غربة ألوانها. ماذا سأفعل الآن بوجه بلا قناع وبالألوان.
قبل أن أعبث بمساحات اللون، كان عليّ أن أطفئ السيكارة، أطفئ الأضواء والشفاه لتغفو الكلمات تحت غلالة الليل وإلى أن يصير الأفق قوس قزح ينحني حول قلوب لا أعرف لونها ولا تعرفني. تخمد تحولات اللون. تسيح بين أصابعي الألوان غريبة كالحقيقة، كالأوطان، كوجودي في هذا البيت الذي يكاد يغسله هطول الفجر.
جاكلين سلام /تورنتو
المساء الذي بلون واحد لا يحتمل. تجفل عين الكاميرا مما يحدث في بؤبؤ العين فتجعله أحمر برتقالياً، هذا لا يعني أن صاحبة الصورة شريرة. عناويني حمراء على الغالب، وشفاهي بعد القبلة أشد شجناً والتباساً. لم أكتب الشفاه قبل القبلة، بعد القبلة. اللون قبل القبلة زرقة مضمرة. لم يكن الجوع يقطف وهج الشفتين، كان موتاً يقرع حجرات القلب، كان بكاء خافتا، كانت الفتنة محروقة والغياب شديد الحلكة. كان صوتك يقول: من أين سقط الدمع في هذه اللحظة؟ لم يكن للدمع لون وليس لون الغياب أحمر، فلنفترض إنّه أزرق والشوق أزرق والحب تدرج من حمرة إلى رماد إلى كريستال. الكريستال متحف ألوان، انكسارها، هشاشتها وقسوتها. الحب ليس كريستالاً. الوهلة نثرات كريستال امرأة تدلف إلى داخلها. تغمض عينيها تنتظر وهلة لتكتب تحولات مزاجها، فتندلق في كفها الألوان. تتشعب الحكاية التي كان من الأفضل أن تنام في صدرها قبل أن تطلقها دون علم فيما إذا كانت ستصطدم بحرف نافذتك الباردة، نافذتك الخضراء، نافذتك...! لا أدري ما لون نافذتك، لا أدري إن كان لقلبك نوافذ تطل على سماء الكلمة والشفاه العاشقة. سماء الكلمة بئر مقلوبة، سماء الحروف ليست هناك حيث ينام الله بدقنه الطويلة البيضــاء وثوبه الأبيض. الأبيض يكسر سمت الكلمات. تقول صديقتي: الأبيض لون الكفن، الأبيض لون الثلج، الأبيض لون الأشباح. الأبيض فراغ هائل حين يختلط بشفتيك يشفى القمر من دورانه الأحمق. لكن القمر لا يدور سيدتي، الأرض هي التي تدور، كلماتك تزداد سرعة وتخرج عن مدار اللون، الجاذبية أيضا مسألة نسبية فلنخرج من الفيزياء ونبتعد عن الحسابات والدقة ودقة المشاعر وحديث الشفاه. ولكن لماذا أصبح الحديث بصيغة الجمع، وكنت قد ذهبت في اللون موجة على انفراد! للموجة ألوانها وتحولاتها وبعد نقطة الذروة تنحدر الى النقطة الميتة وعندها تنتفي العزلة ولا يعود مجدياً أي تصريح. كنت أبحث عن عزلة ألوّنها بمزاجي فسقطت في هذا اللاشيء، هذا الفاصل الخبيث ما بين الكلمة والكلمة، مابين اللون واللون، مابين الصورة والصورة، مابين الله وقلبي ووجهك في هذا الصمت المبهم. هل يحدث وتباغتكَ الألوان وأنت في غمار اللوحة فيولد لون جديد على أهداب الريشة كما تولد امرأة من رحم العاصفة!. ليس وجهك تماماً، ليس الحب، ليست الشفاه ما عصف بالليل وجداً. كانت العاصفة في الخارج تشتدّ. كان الحبّ فصلاً من فصول العاصفة. ما لون العاصفة يا امرأة، ما لون الحبّ حين يحدث في سمت العواصف. كنت دوماً تقول: أشتهي حضوركِ حين العاصفة. هذا المساء أعيد عليك القول: كان عليك أن تصل مع العاصفة تماماً كي نغمس كل كلمة في لونها. نمنحها قبلة للهبوب ومن الأوراق نمدّ سريراً للقصيدة ونشبك اللون باللون. هل مستّك اشتباكات الجسد حين كانت العاصفة تلوذ بالنوافذ والكائنات المجهولة وراءها؟ العاصفة ابنة الريح، جدة النسمة، سليلة المجهول، وأنت مجهول آخر أسامره في سلة ألواني. مسامرة العاصفة أرختْ عن وجهي بعض الأقنعة وعن كلماتي غربة ألوانها. ماذا سأفعل الآن بوجه بلا قناع وبالألوان.
قبل أن أعبث بمساحات اللون، كان عليّ أن أطفئ السيكارة، أطفئ الأضواء والشفاه لتغفو الكلمات تحت غلالة الليل وإلى أن يصير الأفق قوس قزح ينحني حول قلوب لا أعرف لونها ولا تعرفني. تخمد تحولات اللون. تسيح بين أصابعي الألوان غريبة كالحقيقة، كالأوطان، كوجودي في هذا البيت الذي يكاد يغسله هطول الفجر.
من مجموعة المحبرة أنثى
السفير
السفير
تعليقات