جاكلين سلام تحاور الكاتبة المسرحية اندريه عساف واختبار الهوية العربية في امريكا ، في الجزيرة نت
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
جاكلين سلام
جاكلين سلام
جاكلين سلام-تورنتو
26/1/2011، الجزيرة نت
صرخة الوجع في الصورة المعتمة أعلاه، خارجة من قلب الشاعرة الأميركية من أصل لبناني أندريا عساف، إنه مشهد من عمل "أحدَ عشر تأملاً في أيلول" نسبة إلى أحداث سبتمبر 2001، والمشهد جزء من فن (البروفومانس) أو الأداء الذي يقارب فن المسرح، حيث يمتزج إلقاء الشعر بالتمثيل.
وأندريا عساف هي شاعرة ومخرجة وممثلة تؤدي فن الإلقاء المسرحي بطريقة بارعة، فلا يقتصر إبداعها على كتابة القصيدة بل يغدو النص بين يديها كلمات محكية وعرضا حيا تنغمس بأدائه عبر قسمات وجهها، نبرات صوتها، إيقاع جسدها الذي يتناغم مع الموضوع والكلمة.
وهي خبيرة في هذا الصدد فقد قامت بتدريس فن (البروفومانس) وتكنيك التمثيل في كل من واشنطن ونيويورك وبوسطن. وحازت على عدد من الجوائز الإبداعية في الولايات المتحدة.
"أحد عشر تأملاً في أيلول" هو نصوص كتبتها وقدمتها عساف على مدار سنوات في أميركا وخارجها، وشاركت في مهرجانات عالمية عدة منها: كوبا، بولندا، المكسيك. وتعمل حالياً وبالتنسيق مع جهات فنية أخرى ليصار إلى تقديم هذه النصوص ممسرحة وباستخدام تقنية "ملتي ميديا" أو الوسائط المتعددة، وسيعرض في أبريل/ نيسان2011.
معاداة الإسلام والعرب
وينطلق هذا العمل الفني من فكرة مؤداها أن "السنوات العشر الماضية كانت سنوات معاداة الإسلام والعرب، سنوات المضي في الحروب والعنف" وفق ما يرد في شريط تقديم الشاعرة للمشروع.
وتتحدث عساف حول عملها في اتصال مع الجزيرة نت فتقول "هذه أشعار بدأت بكتابتها منذ سبتمبر/ أيلول 2001 حتى الآن، وأتطرق فيها إلى تجربة العرب الأميركيين وإلى فداحة الحروب وأعمال العنف العسكري التي تواصل أميركا ارتكابها في العراق، أفغانستان، باكستان، الصومال، لبنان، فلسطين، وغيرها".
وحول التقنيات المتعددة غير المألوفة ربما في أداء الشعر بالعالم العربي، توضح الشاعرة أنها تستخدم تقنية "الملتي ميديا" وتعمل على تقديم العرض كلياً على المسرح باستخدام الموسيقى الحية، مع تداخل مؤثرات صوتية وصورية، بالإضافة إلى نصب تشكيلات تعبيرية حية على المسرح تتداخل مع إلقاء النصوص بلغات متعددة.
أما بشأن ردود الأفعال حول هذا الأداء الفني، واستجابات الجمهور، فأفادت عساف أن تلك الردود متباينة من بلد إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى.
وتوضح "في الأساس كان هناك انفتاح على تلقي عرض جديد ومن وجهة نظر مختلفة عن السائد. وربما يكون مرد ذلك أن الإنسان حين يكون في حضرة الشعر، يستمع بإذن مختلفة. فالفن له مقدرة على أن ابتكار مساحات للالتقاء واقتراح طرق أخرى للنظر. والشعر حين يلامس أي إنسان لديه قلب، بغض النظر عن توجهه السياسي أو مواقفه، لا بد أن يحدث تأثيراً".
وتستدرك بالقول "رغم أنني لست ساذجة وغافلة عما يحيط بالحوار من جدب وقسوة تحكمها الفئة التي بيدها السلطة، أو التي ترغب في الوصول إليها. ولكني أقول، يجب أن أعترف بوجود اختلافات في طرق تلقي هذا العمل بين مكان وآخر".
صمت ثقيل
ولعل اللافت رد فعل المواطنين الأميركيين، فهي تؤكد أنها حين قدمت عرضها في الولايات المتحدة "لمست صمتا ثقيلا مخيما"، ورغم أن بعض الأميركيين التقدميين، وبعض السود والملونين، والعرب الأميركيين هنؤوها على العمل، "لكن الغالبية العظمى كانت تجلس بصمت، وبعضهم كان يغادر على عجل، أو يعمل على تغيير الموضوع فيقوم بالإطراء على أدائي المسرحي، تهرباً من النظر في المحتوى".
وتقول عساف إن ذلك قد يحدث مع أغلب الفنانين "الملونين"، لكنها لا تلقي بالا لتلك الردود السلبية.
وتؤكد "ردود الفعل هذه لا قيمة لها، حيال أهمية أن يضع العربي والمسلم تجربته تحت الضوء، ويعبر عن نفسه. فقد يكون بعض الصمت هو ما فرضناه على أنفسنا بسبب الخوف من ردة الفعل، أو هو صمت نتيجة الضغط الاجتماعي والحكومي الذي فرض منذ عشر سنوات-منذ اندثار الحرية المدنية، وإلى الترحيل الإجباري وعلى نطاق عريض… وإلى ما هنالك من رقابات داخلية مفروضة على شبكات التواصل الإلكتروني".
لكن الحالة في مناطق أخرى من العالم أفضل حالا، فقد لمست في بولندا تعاطفا من الجمهور البولندي، أما في المكسيك فوجدت أن الجمهور تنفس الصعداء إذ "وجدوا مواطنة تحمل الجنسية الأميركية بينما وجهة نظرها غير مقيدة بما يطرحه الإعلام الأميركي العام، ولديها جرأة أن تنتقد السياسة العسكرية الأميركية جهاراً ".
وتصرّ الشاعرة عساف على أنها ماضية في تقديم هذه العروض سعيا إلى "كسر الصمت"، وهي تعقد الأمل على تعاطف ومساندة الجانب العربي، والأميركي العربي لهذا المشروع الهادف خصوصا الدعم المادي الذي يمكنها من تطوير سبل عملها والاستمرار في تجنيد كافة الوسائل الفنية لكسر بؤرة الصمت حيال صورة العربي والمسلم حسب تعبيرها.
المصدر : الجزيرة
تعليقات