من قصائد رقص مشتبه به
نظرا للرسائل الكثيرة التي وصلتني من طلاب في كلية الآداب، جامعة محمد الخامس في المغرب، حيث تقوم الأستاذة الدكتورة لطيفة حليم بتدريس مادة الأدب ....وتكليف طلابها بدراسة قصائد الشاعرة جاكلين سلام والتواصل معها للمناقشة والحوار، أقوم هنا بنقل عدد من قصائدي التي نشرت على مدار عقد من الزمن لتكون في متناول الطلاب والطالبات الرغبين والرغبات في الاستذادة والبحث والقراءة والنقد، في إطار منهجهم المقرر
بكل رحابة صدر أتقبل أسئلة الطلاب، الذين يبذلون وقتا وجهدا للتوصل إلى القصيدة، معرفتها من الداخل
القارئ هو المحك الأول والأخير وخاصة المتعطش للشعر والابداع والمعرفة. كل التقدير لك أيها القارئ الغريب والبعيد والقريب من قلب القصيدة.
أشكر الأستاذة د. لطيفة حليم على اهتمامها الذي لم ينقطع ومنذ سنوات بعيدة.....شكرا لمتابعتكم
ملاحظة: يوجد في نهاية كل موضوع على هذه المدونة، مساحة يمكن للقارئ(القارئة ) التعليق المباشر على القصيدة أو الحوار
لمن يهمه او يرغب في كتابة رأي او تعليق
ج.س
ديسمبر 2010
*
رهينة الحبر
جاكلين سلام
من مجموعة رقص مشتبه به
خرائط تتقاطع في التيه
خطوط نازحة بلا سمت
تؤثث مملكة أو تكاد!
في الذهن سمك يحتدم
وثمة من يوشك على الإختناق
أعيد على الروح تراويح:
تنفسي بعمق، عبر القلب
تنفسي
2
مراكب الروح كلمات، ولا بـحر
تمخر سراً
تقتصّ من قيلولتي
تحجب ماهية الاختناق، تنزلق
تسقط في شِباك النصّ،
تشرب الحبر،
الحبر فادح، حين الإيغال في غير الماء المرتجى!
احترقتْ أمواج السمكة، جفت الكلمات
ومازلتَ ، كما أنتَ
حنانيكَ يا ابن آدم، أيها الغريب!
3
لاملح في هذه البحيرات
خرمتُ شباكي وسكينة الموج
رفضتُ انتزاع احشاء سمكة تنتحر
تضرب الإسمنت بزعانفها
شمّرتْ سيدةٌ، نقيضَ أمومتها،
كشطتْ قشور الحكاية وماتبقى
السمكة حيّة تدخل المقلاة
السمكة حيَة تخرج من المقلاة
السمكة مأدبة تناولوها مع الملح والنبيذ
بكيت، استغربَ المدعوون ، قالوا
غداً تفهم دروس البحر!
حنانيكم، كم كنتم غرباء!
4
سمكة، كلمة حين الخلق
سيدة، رهيـــنة الحبــر
كيف لا، ومن مائها جمرة الأساطير!
تهجسُ في الحبر، تشهد الإقامة في الموت
تختنق في الهجرات، ترتطم والخرائط في العمق الأقصى
غريــبة والحرائقُ مراراً
حنانيكِ أيتها النار!
5
قبل أن ترقص موتها
ثمة من قطف الوهج
بلكمة حنونة، غشى بصرها، تلى عليها..، غشى روحها
لم تعد تسمع، لم تعد ترى، لم تعدْ...
نسيتْ البحر ولونه، لم يعد البـحر بحرا ،
نسيتْ أسمها، لم تعد سمكة!
صارت...!
صارتْ في اليم دمعة كحلية
حنانيــكِ أيتها المتـــاهة!
6
بين العماء والعماء، ذاكرة البدء
تنام، وعيناها راعفتان حتى البحر
في موتها تصقل الأبعاد وتعود...
تفسد المعادن وخبايا الأســفار السرية
حنانيـــــكَ أيها المـــلح!
تعليقات