انطباع جاكلين سلام عن نشر الكتاب الاول من كندا
أحمل كتابك وأمشي
ذهبت الى مكتب البريد القريب ومعي الاشعار الذي وصل الى صندوقي البريدي. ابتسمت للموظفة وأعطيتها الاشعار مرفقا ببطاقة هوية شخصية عليها صورتي وعنواني. اخذتها وذهبت تبحث بين الصناديق التي عبرت البحار والقارات. وجدت صندوقا عليه اسمي. وقعت على تسلم الحمولة. انه 'كريستالي' الحبيب المنتظر . وضعت الحمولة في حقيبة أحملها أغلب الأحيان. خرجت ومشاعري ملتبسة بين الفرح والغربة. جملة قلتها لنفسي في طريقي الى البيت 'الآن أحمل كتبي فوق ظهري، بعد ان حملت كتب الآخرين طوال عمري'. يجب ان تكون اللحظة استثنائية اذن. عزمت نفسي الى المقهى المجاور .
جلست مع القهوة و'كريستال' تصفحت الكتاب سريعا، لم اقرأ صفحة واحدة وأنا أقول 'وماذا بعد ان انتقلت القصيدة من المحيط الخاص الى العام؟'. شردت وقلت: لو كنت هناك لدعوت الأصدقاء للاحتفال بالمناسبة. لو كنت هناك لأقمت حفلة توقيع للكتاب. لو كنت هناك لتلقيت عروضا للقراءة والحوار والنقاش حول الكتاب. تذكرت بعض الأصدقاء هنا وخطر لي ان احتفل معهم بنفسي، لكنني عدلت عن الفكرة حين تذكرت سخرية صديق حين قلت له ان كتابي الأول سيطبع قريبا فأجاب 'يا لطيف، وهل تعتقدين نفسك مظفر النواب مثلا!'.
لم تتغير أحوال الأمة، ولم تتغير احوال الطقس في كندا بعد صدور كتابي الأول. لم أكن اعرف أحدا شخصيا في الساحة الثقافية، فبحثت عن بعض العناوين من خلال الانترنت وأرسلت بعض الاهداءات لمثقفين لا اعرفهم ولم يسمعوا باسمي من قبل. ارفقت مع كتابي عنواني وبريدي الالكتروني وفي ظني اني سأتسلم رسائل شكر بعد اسبوع. سيفرحون بي ويشكرونني لأنني خصصتهم بإهداء شخصي.
كنت حزينة .... لأن أغلبهم لم يكتب شكرا عبر الإيميل، وبعضهم تسلم الكتاب من قبل الناشر وكتب يطلب حوارا، وبعضهم حصل على الكتاب وقرأني ومازالت تربطني بهم رسائل الكترونية وسجالات ثقافية. سيبقى 'كريستال' جزءا حميما من هويتي الشعرية والمهجرية الملتبسة . وسيبقى السؤال قائما و'ماذا بعد؟ '.
*
ماذا وكيف حملت الكتاب الثاني والثالث؟
....يتبع ذات يوم
جاكلين سلام/تورنتو كندا
*نشر في صحيفة القبس الكويتية
تعليقات