أفكار... النساء التابعات للازواج ... والنساء الثائرات...مقال منشور في كتابي: دليل الهجرة..خطوات امرأة بين سوريا وكندا


هذا المقال نشر في كتابي الأخير : دليل الهجرة...خطجوات امرأة بين سوريا وكندا. اصدار حريف عام 2025 

نساء تابعات للأزواج ..نساء ثائرات
جاكلين سلام
هنا ترجمة لي أقتبسها من مقال عن سيرة الحركة النسوية الثورية في كندا ومن سياق الكتاب الذي حمل عنوان: عشرة آلاف وردة للناشطة النسوية الكندية جودي ريبيك. يظهر فيها الجانب الآخر من معاناة المرأة مع المجتمع وتناقضات النظر إلى المرأة. وكنتُ قد حضرتُ حفل توقيع الكتاب عام 2006 وتحدث مع محررة الكتاب الناشطة النسوية، الباحثة جودي ريبيك والتقطت صوراً للمناسبة في مدينة تورنتو، كندا.
“لماذا نحن جزء من حركات تحرير المرأة؟
الإجابة على هذا السؤال جاءت في الكتاب بهذه الصورة التفصيلية القاسية، التي تكاد تنطبق على نساء الشرق والغرب على حد سواء، مع اختلاف مراحل انجاز هذه الحريات أو الحقوق، بعضها أو جزء منها: هذه ترجمتي:
“ لأن عمل المرأة لا ينتهي أبداً ولأنه غير مدفوع الأجر، ولأنه ممل، ولأنه تكراري، ولأننا أول من نطرد من الأشغال حين نعمل خارجاً، ولأن ما نظهر عليه يكون أكثر أهمية مما نقدمه كعمل، ولأننا اذا تعرضنا للاغتصاب، فإن ذلك غلطنا نحن ويجب أن نضرب ونعامل بالسوء، واذا ضربنا من المفترض أن نخفي ذلك ونتغاضى عن الفاعل، أما اذا رفعنا أصواتنا فذلك لأننا “منحطات” . واذا استمتعنا بالممارسة الجنسية فأننا من صنف المرضى بعشق الجنس، أما اذا أعربنا عن عدم رغبتنا بالجنس فذلك لأننا “باردات” واذا أحببنا امرأة، فذلك لأنه لا يوجد رجل “ حقيقي” . واذا سألنا الطبيب كثيرا من الأسئلة فهذا لأننا ثرثرات، وإذا توقعنا أن نحصل على رعاية وحضانة أطفالنا فذلك يعني أننا أنانيات، وإذا وقفنا من أجل حقوقنا فهذا يعني أننا “ وقحات وتنقصنا الأنوثة” وإذا تغاضينا عن هذا فأننا نكون نساء تقليديات وضعيفات. وإذا كنا في مرحلة الزواج، فإن خروجنا هو فقط لصيد الرجال، واذا لم نتزوج نكون غير طبيعيات، ولأننا لم نستطع بعد أن نحصل على مانع حمل مناسب. وأما الرجال فأنهم يستطيعون الصعود الى القمر. وإذا لم نرغب بذلك أو كانت لدينا الرغبة في الحمل فيجب أن نشعر بالذنب مخافة الاجهاض و...لكل هذا ولأسباب كثيرة كثيرة أخرى نحن جزء من الحركة التحريرية النسوية”
2
حالات شرقيَّة ومهجريَّة
من خلال ملاحظاتي أعتقد أن: زوجة السياسي في الشرق، سياسية للضرورة. زوجة المتدين، متدينة أكثر منه. زوجة السلفي الملتحي، سلفية وتلتحف بعباءات وأردية وأقنعة وبراقع وتشكر الله على أنه اختارها لتكون هناك. زوجة اللامتدين، متدينة أمام الآخرين والقبيلة ولا دينية حين ترغب أو حين تذهب إلى أوروبا للتسوق والسياحة.
زوجة الشيوعي، شيوعية، وأحيانا تعود إلى ميولها الدينية الصارمة كي تضبط إيقاع البيت على سنة جدتها وأمها وتفرض طقوسها الدينية على الزوج والأولاد. إن ناقشته في شكواه يقول لك: ماذا أفعل...أدمر بيتي وعائلتي! زوجة الملحد، متدينة في العلن، وفي السر لا دينية. زوجة الإرهابي، لا أدري – ربما تكون مثله أو ضحيته الأولى.
زوجة الحرامي، الديكتاتور، سارق الشعب وسارق أملاك الشركة ، تراها متدينة أمام الآخرين، ولكنها تغمض عينيها عن سرقاته اذا كانت تجلب المال والرفاه بغض النظر عن قذارة المصدر، وتدعي أنها لا تسمع ولا ترى. وتلك تحديدا حين تهاجر، تبدأ بالبذخ وإعداد الولائم لدعوة الأصحاب كي يتفرجوا على مقتنيات بيتها وطريقة تلوين أظافرها، وماركة الأحذية والثياب الفارهة لديها. بذخ مسروق منهوب من هناك.
زوجة السيد سين، تقول إنها من أنصار زوجها بغض النظر عما في رأسه من أفكار ونساء يساريات ويمينات وأملاك. على المرأة الطاعة والاستمتاع بذلك. بالنتيجة وللأسف لن يتحرر المجتمع الشرقي لقرون قادمة إن لم تكف النساء عن التبعية العمياء للمنظومة البطريركية ولمخلفات النظرية الذكورية.
3
متحررات ونسويات ورجال من أنصار الحرية للجميع بغض النظر عن الجنس
أما النساء المتحررات من التبعية الواضحة يحدث أن ينتظرن رجلا يناصرهن كي يصل الصوت إلى المنبر المناسب ويترك الأثر . وهناك زوجات لا يشبهن الأزواج في شيء ، يقفن على مسافة واضحة من ايديولوجيا الرجل، الذي يمثل الوصاية كالأب أو الأخ أو رجال العشيرة، ومن ثم الزوج . يعشن حياة خائفة مزدوجة، غريبات حتى عن أنفسهن وسعيدات بأداء الدور التقليدي . البعض منهن، يستيقظ ويحدث انقلابا إيجابيا ثورياً في الأسرة. والبعض ينام على جرحه مؤقتا أو حتى الأبد.
وهناك أزواج يريدون للمرأة أن تحقق في حياتها النجاح والتقدم الذي يليق بها وبمعزل عن رقابة وقناعة وإيمان الرجل وتلك قلة تستحق ألف وردة.
أعتقد إن الجيل الجديد من نساء ورجال سيقلب المعادلات كلها باتجاه التسطيح الاستهلاكي أو باتجاه الخلق الابداعي المدني القائم على احترام الذات الفردية وطريقة اختيارها ما يغذي قلبها وعقلها وقناعاتها الشخصية.
الهجمة الحالية على كل مقومات الفكر الإنساني، شاهد عِيان لا يخفى على أحد.
ومن احتمالات أفعال الجيل الجديد أنه سيعيش بطريقته إلى حد بعيد وسيعجز الآباء عن فرض إرادتهم على البنت والولد، وتلك قد تكون سلبية إذا كانت نشأة الأولاد ركيكة وقد تكون إيجابية، إذا كان الأولاد في حضن أسري متنور ومتفهم للاختلاف وقابل للجديد.
هل صادفت في طريقك شخصية أو أكثر ينطبق عليها الوصف؟
شخصياً، صادفت الكثير من هذه الوجوه والأقنعة في أسفاري وجلسات العمل وفي الإطار الإجتماعي.




تعليقات

جاكلين سلام

حضانة الاطفال والحقائق المرة عن محكمة الاسرة في كندا

شعرية الكريستال قراءة نقدية في مجموعة كريستال للشاعرة جاكلين سلام. د. محمد فكري الجزار

about " Anne of green Gables"

قسوة الهجرة الى كندا في مذكرات سوزانا مودي، جاكلين سلام

مراجعة كتاب وقراءة في "نادي الانتحار" والليالي العربية الجديدة

مشاركة جاكلين سلام في مؤتمر اعدت له الجامعة الكندية ( ماكماستر) حول اللغة والمنفى

انشغالات جاكلين سلام في الدستور الاردنية

حوار مع الناقد محمد عباس في صفحة منتدى مدينة على هدب طفل 2004

نصوص من مجموعة المحبرة أنثى