من هو الأديب المكرس ...وأين الخط الفاصل بين قيمة الابداع وشهرة الإسم
جاكلين سلام
اسكندر حبش ... تحقيقات صحفية نقدية...
انقل هنا مشاركتي في تحقيق صحفي أجراه صديقنا الراحل اسكندر حبش لصحيفة السفير عام 2007، وشاركت فيه مع نخبة من الكتاب.
ارشيف السفير
المؤلف: حبش اسكندر | التاريخ: 2007-02-05 | رقم العدد:10618
إنه أديب مكرّس . غالباً ما استوقفتني هذه العبارة التي تساءلت عن كنهها ومحتواها. لكن الأغرب من ذلك كله، أن بعض الأشخاص المعنيين بهذه الصفة لم يجعلوني مرة أتوقف أمام أدبهم بشكل جدي، أي كنت أجد دائماً أن الهالة التي أحاطهم بها الإعلام والنقد أكبر من قيمتهم الأدبية والثقافية الفعلية. بالتأكيد نستطيع القول إن هذا المعيار نسبي ويتراوح بين فرد وآخر، لكن وبرغم ذلك ثمة أسماء لا بد أن تجعلك تتساءل عن القيمة الفعلية التي تمثلها، من وجهة نظر أدبية صرفة، وبعيداً عن المكانة التي يحتلونها في وسائل الإعلام. إذ نجحت هذه الوسيلة الأخيرة في فرض أسماء على المتلقي ما كانت لتظهر لولا جملة من الشروط، قد تكون سياسية أو إيديولوجية أو حتى دينية.. الخ هذه العائلة السعيدة من الصفات. بالتأكيد ثمة العديد من المكرسين مَن لهم الحضور الفعلي في راهن الثقافة، لكن العكس صحيح أيضاً. هل نستطيع والحالة هذه أن نتحدث عن نجومية ما؟ ربما يطرح الأدب بدوره هذه الفكرة، أي فكرة النجومية، من هنا حاولت أن أطرح على بعض الكتاب والمثقفين السؤال التالي، المتعلق بهذه الظاهرة: ماذا تعني لك عبارة أديب (أو كاتب) مكرس؟ وهل التكريس يعني بالضرورة جودة أدبية؟ فكانت هذه الأجوبة التي أدرجتها وفق التسلسل الأبجدي للأسماء.
تقول الشاعرة السورية، المقيمة في كندا، جاكلين سلام، إنها لم تفكر بهذه العبارة قبل الآن... "لم يخطر لي أن أكتب عنها أو أتطرق إليها، لأنّ المكرّسات كما المقدسات في الصحافة العربية متعددة ويجب ألا تطال وخاصة من قبل من هو/هي في الهامش الأقصى، والآن استيقظتُ لأتلقى هذا السؤال العاجل، فهل أستطيع أن أكتب شيئاً قبل أن يستيقظ الرقيب في داخلي ويشرب القهوة معي ويملي تحذيراته! ربما أقول: إن الأديب المكرس في الصحافة والثقافة العربية اليوم هو الذي (التي) يصبح اسمه سابقاً لإبداعه. هو الذي (التي) يتهافت النقاد والشعراء على الكتابة عن آخر إصدارته، مقالات ودراسات لكونه اسماً وثقلاً، فيكتب عنه (عنها) الجميع بسرعة السبق في النشر والسبق في الإعراب عن الإعجاب. هو الذي توجه إليه الدعوات إلى المهرجانات على الدوام وربما يملك حقيبة جاهزة للسفر دوما لأنه مثقف مكرس. هو الذي (التي) إن تحدث عن نفسه صفقوا له، وإن تحدث عن أدبه صفقوا له وإن صمت صفقوا له وراحوا يكررون ما قال.
في الثقافة العربية لا مقياس لجودة الأديب المكرّس ولا الأديب المهمّش، بل وينقصها المعيار النقدي الحقيقي في التكريس والتبخيس بمعيار الجودة. المسألة تبدو خاضعة لأمزجة ومراكز ثقل لا أعرف كيف تعمل ولم تشغلني. كما أنني أرى كيف تبدأ الصحف العربية على تكريم وتكريس وتمجيد شاعر(ة) أو كاتب(ة) بعد رحيله غالباً، وتفتح باب النعوة النقدية والكتابة عنه(ها) بعد موته، وتبدأ بالتحسر على أن هذا الأديب أو الأديبة لم يلق الرعاية اللازمة واللائقة به في حياته القصيرة بيننا. ثم تخصص له أحياناً صفحات في المواقع وأحياناً تؤسس جوائز باسمه أو باسمها، حينها أقول في نفسي: ماذا لو لاقى هذا التكريم/التكريس في حياته.. ماذا لو علم الآن أن هناك جائزة باسمه!
ماذا لو كنتُ كاتبة مكرّسة، هل كنت سأقول ما أقوله الآن! .
شارك في التحقيق، كل من: شوقي بزيع، يوسف بزي، بلال خبيز، صباح زوين، علوية صبح، مع حفظ الالقاب.
...
الرابط ومجمل المشاركات هنا

تعليقات