جائزة نوبل للسلام وجائزة نوبل للآداب

جاكلين سلام/ كندا
في إحدى المنتديات على الشبكة الالكترونية طرحت مرّة فكرة للنقاش تتعلق بجائزة نوبل للسلام، ولماذا تعنينا وتهمنا جائزة نوبل للآداب فيما جائزة نوبل للسلام لا تأخذ حيزاً من اهتمامنا ككتّاب وشعراء ونقاد؟!. هل كان على الجائزة أن تصل إلى رئيس أمريكي كي تصبح مثار اهتمام العالم لهذه الدرجة؟
حين ننظر إلى خرائب العالم اليوم وإلى حروبه وكوارثه على كل الأصعدة نشعر بالهول من قدرة الإنسان على ابتداع الكوارث البيئية والاقتصادية وتدمير البنى الأولية لبناء عالم ينعم فيه الإنسان بقدر من الاحترام والحقوق والحريات. وحين ننظر إلى الأدب الرصين الذي جرى تكريمه من قبل "نوبل" أو غيرها من الجوائز الراقية في العالم، نجد أن الجائزة تذهب غالباً لكاتب(ة) يعمل على الإعلاء من شأن الإنسان من خلال الأدب "المقاوم" للموت والعنصرية والديكتاتوريات. هذه الكاتبة الالمانية الرومانية التي حصلت على جائزة نوبل للأداب هذا العالم، والتي لم نتعرف عليها بعد في العالم العربي، مثال على ما أريد قوله. الكاتبة تبدو معنية بالأمل الذي يقاوم القتل والرقابة والقمع، وليست معنية بتصفيفة شعرها، ماكياجها وطريقة تقديم صورها للقارئ الذي يبحث بين صفحات الروايات والقصائد عما ينقصه من توازن روحي وإنساني. الروائيون والشعراء يكتبون، يتكلمون، يأملون، وباراك أوباما يتكلم أيضاً. الكتّاب يرسمون صوراً لمستقبل العالم، يجتثون صور الخرائب من قعر العالم ليعرضوها على القارئ شاحذين مخيلتهم وأقلامهم ومعرفتهم للوصول إلى الآخر. انهم يبتكرون ساحات سلام افتراضية. بالكلام والحبر يصنعون عوالمهم البديلة الأسمى، وباراك أوباما يمتلك موهبة الكلام والخطاب وتصدير الأمل. كان خطاب أوباما "الشعري" مثار اهتمام العالم أثناء حملته الانتخابية. الرئيس مبدع بطريقته ولكنه يمتلك الآن كرسي أقوى سلطة في العالم، فيما الكتّاب لا يمتلكون إلا سلطة الحبر والحلم. الرئيس الأمريكي الأسود يحكي للعالم عن خططه وأحلامه فيفوز بجائزة السلام العالمية المرموقة. الأدباء أيضاً يستخدمون سلطتهم الكتابية والكلامية، يفوز بعضهم، ويموت بعضهم فقراً وقهراً، وبالطبع بعضهم يفوز بجوائز لا يستحقها. العالم سيبقى يعجّ بالعنف والكره وابتداع الاسلحة النووية وكل وسائل القتل والتعذيب-المتمدنة. كثيرون قبل أوباما نالوا جوائز في الأدب والسلام وجوائز في الفيزياء والكيمياء والطب، وما يزال الخراب مستفحلاً في كل مكان. المأساة وصلت إلى "بنطال لبنى السودانية" وتناسينا المجاعة في افريقيا والنساء المغتصبات في الكونغو...وقس على ذلك. ورغم ذلك سنصفق للجوائز وللحلم. مباركة هذه الجائزة لأوباما، سواء أكان يستحقها أم لا. مباركة جائزة الأدب لهيرتا موللر، التي سنقرأ عن رحلة شقائها وفقرها وطريقتها في مقاومة الموت، في المستقبل لا شك سيذهب العرب إلى ترجمتها. الأمة العربية، جوائزها قليلة، ترجماتها قليلة، قرائها قلة جداً، ومساحات الحرية التي يحتاجها المبدع أضيق من فسحة الأمل.

جاكلين سلام- شاعرة وكاتبة سورية كندية

تعليقات

جاكلين سلام

حضانة الاطفال والحقائق المرة عن محكمة الاسرة في كندا

شعرية الكريستال قراءة نقدية في مجموعة كريستال للشاعرة جاكلين سلام. د. محمد فكري الجزار

about " Anne of green Gables"

قسوة الهجرة الى كندا في مذكرات سوزانا مودي، جاكلين سلام

مراجعة كتاب وقراءة في "نادي الانتحار" والليالي العربية الجديدة

مشاركة جاكلين سلام في مؤتمر اعدت له الجامعة الكندية ( ماكماستر) حول اللغة والمنفى

انشغالات جاكلين سلام في الدستور الاردنية

حوار مع الناقد محمد عباس في صفحة منتدى مدينة على هدب طفل 2004

نصوص من مجموعة المحبرة أنثى