يوميات وأفكار ..بين التجربة السورية والكندية

جاكلين سلام

شلالات نياغارا، كندا. تصوير جاكلين سلام



هل الانتقال السلمي للسلطات ممكن في الشرق. العنف واللاعنف
جاكلين سلام
يوميات...وأفكار ملونة

مرة سمعت أن بإمكان أي شخص أن يذهب للعمل يوم الانتخابات الرسمية في كندا كي يساعد في إدارة كل ما يلزم من إجراءات كي يتم الاقتراع كما هو معروف بسرية تامة. ذهبت وقدمت طلباً وتم التحقق من هويتي، وتم تدريبنا في ورشة عمل قصيرة لمعرفة ماذا يترتب على كل شي بالتفصيل خلال ساعات الاقتراع.
ذهبت إلى المركز المخصص لي للعمل مع عدد من الكنديين. ولأن اللغة الرسمية هي الانكليزية والفرنسية، فكان علينا أن نحيي كل مواطن قادم للاقتراع بكلمة ( هلو & بونجور).
ولا يمكنني شرح تلك التجربة في سطور. كل شيء كان يحدث في رأسي وأنا ابتسم وأقوم بما يجب، كمواطنة كندية صالحة سوف تستلم حوالة لقاء ساعات العمل.
نحن الذين في الغرب، أعتقد لا نستطيع إلا أن نجري مقاربات بين العالم هنا والذي هناك حتى لو كان ذلك بمنتهى الصمت.
*
تعاقبت الحكومات الكندية على استلام مقعد الحكم-23 مرة- بين الحاكم الليبرالي والمحافظ. وشهدتُ بنفسي حقبة انتقال السلطة من حزب المحافيظن المحافظ إلي الحكم بين عامي ( 2006-2015) وحين سقطت حكومتة، استلم السلطة، الحزب الليبرالي الذي ما يزال في منصبه - رئيس ورزاء كندا
*
مقاربات بين الشرق والغرب وآلية انتقال السلطات في هذا العصر- القرن 21
كيف سقطت حكومة ستيفن هاربر عام 2006؟
حدث السقوط أو التغيير دون إراقة دماء. دون مخططات إرهابية وأياد دخيلة.
دون قمع المواطنين المتظاهرين والخائفين من المشاركة في الاعتراض على ممارسات السلطة ضد الشعب.
ودون الإفراط في إطلاق الدموع والرصاص استنكارا أو ابتهاجا.
دون اعتقالات دون تكسير بيوت المسيحين وحرق الكنائس، وترهيب الأفراد من الطائفة الأخرى، أو اغتصاب نساء وبيعهن، وسحل أفراد من الشعب في الشوارع.
دون اعتصامات ورفع أعلام وشعارات مع وضد...
دون أي شعار يقول: الشعب يريد اسقاط النظام.
دون تدخل امريكي وتآزر حلف الناتو والأمم المتحدة واستخدام حق الفيتو في النقض.
ودون أن يتغير إيقاع الشارع الكندي على الإطلاق. تابعت السيدات المشي مع الكلاب لقضاء الحاجة، وتابعت الطريق إلى العمل مثل ملايين من الكنديين في أونتاريو، وكندا.
ودون أن يتغير لون الثلج، ودرجة الحرارة. دون اتهامات بالطائفية.
دون صفحات جديدة على الفسبوك -مدعومة بتمويل أجنبي أو عربي- تدعو لنصرة أو للوقوف ضد هذا وذاك.
وفيما كنت منغمسة في عملي اليومي، في نهاية النهار ذهبت لاشتري اللحوم والخضار والشموع العطرية.
*
قرأت الأخبار ...لقد تمت إقالة الحكومة الكندية عبر التصويت البرلماني
سقطت حكومة رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر المحافظة بعد تمرير تصويت بحجب الثقة عنها في البرلمان
وأجري الاقتراع بطلب من الحزب الليبرالى المعارض وبتأييد من قبل اثنين من أحزاب المعارضة الأخرى.
وجاء الاقتراع بعد أن صدر حكم يوم الاثنين يقضي بأمر الإقالة.
لماذا؟
السبب الأول: عدم شفافية الحكومة في الكشف عن ميزانة البلد. و لأن حكومة هاربر، صرفت مبالغ كبيرة على شراء طائرات حربية، على حساب قطاعات خدماتية تعنى بأمن البلد واحوال السجون.
وأذكر أن حكومة المحافظين تلك كانت تدير شؤوون البلاد، حتى عام 2015
الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة الأربعة، بدأت بالترويج لبرنامجها في إطار حملة انتخابية منافسة يتبادل خلالها المتنافسون، الاتهامات والسخرية وبيع الكلام إلى أن يأتي يوم الحسم عبر انتخابات نزيهة ولا يستبعد ان تعود الحكومة نفسها الى استلام السلطة من جديد، إذا حصلت على ما يكفي من الأصوات.
***
أما في الجانب الشرق اوسطي العربي، فالحاكم أزلي. فهو هكذا خلق كي يحكم إلى الأبد. وكي يكون سيد العرش إلى الأبد. ولن يتنحى حتى يعطي المبررات المناسبة لدخول القوات الاجنبية بحجة دعم المواطن المسحوق وتحرير البلاد وتصدير الديمقراطية للشعب المنكوب.
*
السلطة واللاعنف
جميل أن هناك حكومات تسقط أو تتنحى بكل هيبتها دون أن تجعل الثلج متسخا بالدم، وتدمر الشوارع والأبنية وتسحق كل مختلف. ودون أن تغص السجون بالمعقلين والمعتلقات. دون ان تهرب ثروات البلاد الى الخارج وإلى البنوك الدولية الاجنبية.
*
إذا عدت إلى الحالة السورية ومشاهداتي لبعض صور شعراء وكتاب سوريين حول العالم... رأيت صورا لهم يحملون السلاح في زيارة طارئة-عاجلة وغير مناسبة- لمناطق الاقتتال فقط لأخذ صورة في مناطق حدودية بين سوريا كندا. وفي تلك الصورة للشاعرة سين والشاعر عين...كتأكيد للمسيرة العنفية في إحداث الانقلاب. وتبين خلال السنوات أن ذلك العنف أجهز للأسف على قطاعات كبيرة من الشعب السوري، ليس إلا.
هل النضال اللاعنفي، ممكن؟
فلسفيا وأدبياً ، ممكن وهناك من يناصره مثل المفكرة الألمانية جوديث بتلر، وليس حصرا.
ويناصره الكثيرون ممن لا يقرأون ويكتبون، ولكنه يخالف فلسفة شركات تجارة السلاح في العالم، وهؤلاء قوة خارقة تتفوق على الفلسفة والشعر والكلمة.
أوراق من كتاب اليوميات ما بين عام 2006 و2023-لم ينشر بعد

الحوار المتمدن2024 / 3 / 29
المحور: المجتمع المدني
---
عمر كندا في عام 2024، 156 سنة فقط .
156th
History of Canada
While the French and many other people started to stay in the 15th century. Multiple times, the country was close to going to war, but now it is home to many refugees. On July 1, 2024, Canada marked the 156th anniversary of becoming a country.

تعليقات

جاكلين سلام

حضانة الاطفال والحقائق المرة عن محكمة الاسرة في كندا

شعرية الكريستال قراءة نقدية في مجموعة كريستال للشاعرة جاكلين سلام. د. محمد فكري الجزار

about " Anne of green Gables"

قسوة الهجرة الى كندا في مذكرات سوزانا مودي، جاكلين سلام

مراجعة كتاب وقراءة في "نادي الانتحار" والليالي العربية الجديدة

مشاركة جاكلين سلام في مؤتمر اعدت له الجامعة الكندية ( ماكماستر) حول اللغة والمنفى

انشغالات جاكلين سلام في الدستور الاردنية

حوار مع الناقد محمد عباس في صفحة منتدى مدينة على هدب طفل 2004

نصوص من مجموعة المحبرة أنثى