الجوائز الأدبية الكندية والعربية وذائقة لجنة التحكيم. جائزة غريفن. غفرنر جنرال. مقالات جاكلين سلام

 

لذائقة الشخصية والتحكيم المعياري
نشر المقال في الدستور الاردنية عام 2010.
أعيد نشر موضوع اخر عن الجوائز ومقتبسات من هذا المقال في صحيفة العربي الجديد 9 يونيو 2019.
الجوائز الكندية أيضا تخضع للتحيز والصداقات والمعارف ومذاق لجنة التحكيم بالتأكيد.
جاكلين سلام - كندا
تتشعب الآراء وتتضارب حول جوائز الأدب العربي التي تتكاثر هذه السنوات لحسن حظ الأديب أو العكس ، طرحت مسألة أهلية وحيادية لجان التحكيم وطريقة اختيار الحكّام وآلية اختيارهم للقوائم الفائزة بالجائزة ، ولم يأت أحد على ذكر مسألة مهمة حين يتم اختيار أعضاء لجان التحكيم وهي التضارب بين الحكم الإبداعي والذائقة والشأن الشخصي. الحكَم (ناقداً أو ناقدة) يجب أن يعطي الأمانة النقدية حقها من خلال النظر إلى العلاقة الشخصية التي تربطه بصاحب الكتاب المنتخب أو المرشح للجائزة. إذا كان المحّكم ـ ة"زوجاً ـ ة ، صديقاً ـ ة شخصياً ـ ة ، عليه أن ينأى بنفسه عن التحكيم إذا كان كتاب أصدقائه ضمن قائمة الترشيح. هذه مسألة يتم العودة إليها في الثقافة الكندية وتؤخذ بعين الاعتبار في مسابقات التحكيم الدورية الشعرية والروائية. أخلاقياً ، يتوجب على الحكَم الذي يحكّم ضميره المهني أن يعلن انسحابه من التصويت لصالح قريبه أو قريبته أو صديقته الأقرب. أو يقبل وجوده في اللجنة بشرط ألا يكون هو - أو هي من قام بترشيح كتاب الصديق ـ ة للجائزة. ولكن من أين نأتي بهذا الحياد والساحة العربية أغلبها محكومة بالزمالات ، أصدقاء مقهى ، صحبة مهرجانات ، وأصدقاء عائلة وتاريخ مشترك؟ هل يكمن الحل في أن نستورد نقاداً من امريكا ، فرنسا ، أو بريطانيا ، ما دمنا نستورد حتى أسماء أولادنا وجوائزنا؟،
ونشير هنا إلى موضوع أُثير في صحافة تورنتو إثر صدور نتائج تحكيم عام 2008 لجائزة شعرية دورية اسمها "غفرنر جنرال أووردز". كان الاعتراض على الجائزة لأنها ذهبت إلى شاعر شاب تربطه صداقة شخصية بأثنين من أعضاء لجنة التحكيم. الاعتراض نال من حكمة الشاعر الكندي بيير جورجيو دي سيكو الذي شغل منصب "أمير شعراء تورنتو" لسنوات معدودة ، لأن الشاعر كان قد كتب تقديماً على غلاف المجموعة ، والناقد الآخر ورد اسمه في رسالة الشكر والعرفان التي تكتب في مقدمة الكتاب عادة للإشارة إلى جهود كل المتعاونين مع الكاتب سواء الذين شاركوا في التنقيح أو إسداء النصائح النقدية أو المساندة بكل أشكالها. هذه المسائل وغيرها جعلت التحكيم - في نظر المتابعين - بعيداً عن النزاهة وأقرب إلى التذوق الشخصي ، مع الإشارة إلى أن الشاعر الفائز لا يمكن نكران تميّزه وشاعريته.
حول مسألة الذائقة الشخصية ومأزق قرار الشخص الذي يقوم بالاختيار ، استوقفني في صحيفة تورنتو ستار الكندية في سياق الاستفتاء عن أهم الكتب التي صدرت في العقد الأخير ، أن الكتّأب النقاد قدّموا قائمة منتقاة حسب آلية ومعايير محددة ومعلنة في الاستفتاء ، وفي زاوية أخرى من الصحيفة أدرج كل منهم عددا من الكتب المفضلة المختارة على هواه وذائقته الشخصية.
كما نقرأ في حالات أخرى عن انسحاب ناقد من التحكيم لأن كتاب صديقته كان في قائمة الاختيار الاخيرة. وأيضاً حصل سجال هذا العام في صحف تورنتو حول جائزة ( غريفن بويتري برايز ) الشعرية التي قيمتها 50 ألف دولار. يقوم بالتحكيم فيها 4 شعراء فقط ، بعضهم من تورنتو وبعضهم من أمريكا - من نقاد صحيفة "النيويوركر". كان الاعتراض على أن قائمة الترشيح النهائية بسبب وجود 3 كتب من إصدارات دار "انانسي برس" التي يمتلكها "سكوت غريفن" رجل الأعمال الشهير ، مؤسس وممول الجائزة منذ عام ,2000 بعد التأسيس قام بتسليم أمانتها إلى كتاب كنديين مخضرمين منهم: مارغريت أتوود ، مايكل أونداتجي الشاعر والروائي المعروف عربياً بكتابه "المريض الانكليزي". ويصدف أن يفوز بهذه الجوائز كاتب(ة) من خلال عمله الأول ، وينافس أسماء عريقة لها ثقلها الأدبي ، كالأسماء المذكورة أعلاه وهذه مسألة لا اعتراض عليها أدبياً.
حين فازت توني موريسون بجائزة نوبل كانت روايتها الأولى طريقها إلى نوبل. يحدث أن ينتصر صاحب رواية يتيمة غير معروفة على آخر لديه تراكم وتاريخ وجوائز سابقة حين يكون النقد منحازاً للإبداع الصرف ، ونذكر هنا راوي حاج الكاتب المهجري اللبناني الكندي ، إذ حصل على عدة جوائز مهمة في كندا وخارجها عن روايته الأولى "لعبة دونيرو". الجوائز العربية متعددة وفي كل الحقول ، لكن تكرار حضور ناقد واحد - د.جابر عصفور مثلا - في عضوية ورئاسة أغلب هذه الجوائز ، صار يثير التساؤل ويدعونا لإحصاء عدد النقاد الأكفاء العرب ، والتمحيص في أسباب تكرار الأسماء عينها في مسابقات الشعر والرواية والقصة.

جاكلين سلام
شاعرة وكاتبة سورية مقيمة في كندا
jackleensalam@gmail.com
Date: 27-02-2010
**
رابط مقال في العربي الجديد 2019

تعليقات

جاكلين سلام

حضانة الاطفال والحقائق المرة عن محكمة الاسرة في كندا

شعرية الكريستال قراءة نقدية في مجموعة كريستال للشاعرة جاكلين سلام. د. محمد فكري الجزار

about " Anne of green Gables"

قسوة الهجرة الى كندا في مذكرات سوزانا مودي، جاكلين سلام

مراجعة كتاب وقراءة في "نادي الانتحار" والليالي العربية الجديدة

مشاركة جاكلين سلام في مؤتمر اعدت له الجامعة الكندية ( ماكماستر) حول اللغة والمنفى

انشغالات جاكلين سلام في الدستور الاردنية

حوار مع الناقد محمد عباس في صفحة منتدى مدينة على هدب طفل 2004

نصوص من مجموعة المحبرة أنثى