وأفهم لماذا يخافون صوت المرأة وحرية التعبير ...حوار أجرته الناقدة صباح زوين
حوار الشاعرة الناقدة صباح زوين حول مجموعة المحبرة أنثى...
مقدمة لا بد منها وبعد سنوات من نشر الحوار
جاكلين سلام: نشر هذا الحوار عام 2010 وأجرته الشاعرة الناقدة اللبنانية الراحلة صباح زوين ( 1955-2014) وبعد صدور مجموعتي الشعرية الرابعة بعنوان" المحبرة أنثى" عن دار النهضة العربية في بيروت، وبمناسبة احتفالية "بيروت عاصمة الثقافة العربية، 2009". نشر في صحيفة البناء اللبنانية. وعلى نفس الصفحة كان هناك قصيدة للشاعر اللبناني الكبير ( شوقي أبي شقرا)
بعد رحيل الشاعرة صباح زوين عام 2014، أعدتُ نشرالحوار على صفحتي فيسبوك، بعد أن كان موثقا في عدد من المواقع الأدبية على الشبكة الالكترونية.
الذي حدث، أن كاتبا عراقيا اسمه جليل حيدر وما يزال حيا يرزق ، كان يتابعني على فيسبوك... حين أعدت نشر الحوار، كتب على صفحته على فيسبوك، أن جاكلين سلام تفبرك حوارا معها وتدّعي أن الراحلة الكبيرة الشاعرة الناقدة صباح زوين أجرت معها هذا الحوار... وكان في صفه رهط من السفهاء، ذكورا وإناثاً.
أذكر سيدة ( دكتورة سين) كتبت لي حينها على المسنجر وبالايميل تريد نسخة من الحوار للتأكد ولإرساله الى السيد حيدر!
وأرسلتها لها عبر الايميل!!
**
كانت تهمة صادمة بالنسبة لي لأنني أكبر بكثير من أن اختلق كلمة واحدة في مسيرتي الإبداعية دون أن أكون قد أنجزتها حقا. ولكن لأن "الله يحبني" وجدت نسخة ( بي دي اف) من الحوار كانت الشاعرة قد ارسلته إلي حين نشر.
ونادرا ما يكون لدي روابط المقالات والحوارت التي كنت أنشرها في الصحافة العربية في الشرق والمهجر منذ عام 1998.
*
وردا عليه في ذلك الوقت، قام الناقد والشاعر السوري "علاء الدين عبد المولى" باستضافة كتاباتي ونشرها لمدة شهر في موقع "شاعرة من سوريا" كان يديره حينها - ثم توقف الموقع أو حجبت الصفحة لسبب ما.
**
أفهم تماما لماذا يكره السلفيون حرية المرأة في التعبير، لكنني لم أفهم سبب امتعاض كتاب يدّعون التقدمية والمدنية، لمجرد حضور صوت المرأة في الساحة.
نعم، أفهم لماذا... وسأفرد له كتاباً نقدياً. قريباً.
جاكلين سلام، 2022
--------------
هنا نص الحوار
جاكلين سلام: أنا لستُ المحبرة الأنثى، بل أنا مؤلفة تلك المحابر
حاورتها صباح زوين
نشر في صحيفة "البناء" اللبنانية بتاريح 13 ايار 2010. العدد306. الصفحة 8.
صباح زوين:
جاكلين سلام، الشاعرة السورية المقيمة في كندا، والتي عرفناها من خلال مقالاتها المشاكسة والثائرة في أكثر من جريدة عربية، جاكلين سلام التي لا تهادن و لا يفوتها أمر في المجال الكتابي والثقافي إلا وهي تتربص له فتتناوله. حاورتها حول الشعر وكتابها الشعري "المحبرة أنثى" الصادر عن " دار النهضة العربية" حيث يقع القارئ على مزاجية شعرية حرة ثائرة. وحيث للمرأة حيز كبير في مواجهة العالم الذكوري، شاعرة لا تخضع إلا لرغباتها كإنسان يعي هويته كما يعي كتابته. كتاب غني بالثيمات تلونه شخصية شاعرة تنضح حيوية ورغبة في كتابة الداخل كما الخارج، على طريقتها المثيرة، الوطن كما المنفى، المرأة كما الرجل، وإلى ما هنالك!
- تتكلمين عن ذلك الفاصل بين الكلمة والكلمة. بين اللون واللون. لماذا تصفينه بالخبيث وهل لك أن تشرحي لي رؤيتك إلى هذا الفاصل ؟
في نص من نصوص المحبرة أنثى أدركتُ أن " قلبي وعرٌ /لم أعد أستطيع الدخول إليه بيسر/ قلبي في بيوت الشعر أصبح غابة/ يا إلهي تلمّسهُ/..." بالكلمات نحاول أن نستدل على الشعر، وبالكلمات ذاتها نضمر ونخفي وجه الشعر، نسامر الحياة ونعاقرها بالكلمات للوصول إلى القصيدة. إذاً، الخبث-المكر- جزء من هذه العملية المركبة رغم ما تبدو عليه من صدق وسلاسة أحياناً. ولذلك أيضاً يعجز الشعراء عن تعريف الشعر. قال عنه روبرت فروست" الشعر هو ذلك الشيء الذي يكتبه الشعراء" وقال إدغار آلان بو "الشعر هو الشعر، ولا شيء أكثر" . أعتقد أن هذه الإجابات خبيثة ماكرة ونابعة من طبيعة الشعر، وهكذا كلماتي.
- تتناولين الهجرة والغربة، وهو أمر طبيعي في حالتك. لكن من تقصدين باللاأحد ؟ ثم تتكلمين بلهفة المرأة العاشقة، والمرأة الوحيدة، وتذكرين المرآة. اين يقع الرابط الحقيقي بين هذه العناصر؟
اللا أحد، ذلك الفراغ المرتبك الواقع بين الكلمة والكلمة وبين اللون واللون، ولكنه في وجهه الآخر ليس فراغاً، بل عجزنا على تلمّس أبعاد الصورة ألاصلية والمشهد. تلتبس هذه الأشياء في محبرتي المهاجرة والغريبة الموزعة بين عالمين ولغتين وبيتين. يصعب علي أن أدلل على شيء حقيقي معلوم يقينيّ رغم أنني أقول في النص ذاته" مسامرة العاصفة أرخت عن وجهي الأقنعة وعن كلماتي غربة ألوانها. ماذا سأفعل الآن بوجه بلا قناع!" لا، الحقيقة أن كلماتي ما تزال تقيم فيها العاشقة الوحيدة، المبدّدة في مرايا الكلام. وأنا المرأة التي تقول" افتحي نافذة، وأخرى. النوافذ أبعد تردداً من المرايا"
قوة النص معانقته قلباً أو تجريحه
- كتابك مجموعة من الثيمات المختلفة ويحار القارىء في مسألة لأي واحدة تنتمين اكثر من سواها. ثمة الوطن، والغياب، والحنين إلى "حديقة الأم"، وثمة العلاقة بين الرجل والمرأة.
هذه الثيمات لا تكاد تنفصم عن بعضها في كتاباتي وفي الواقع. إذا استطاع النص أن يدخل قلب القارئ ويجرحه أو يعانقه فهذا دليل قوة النص.
- تتراوح كتابتك وبشكل متميز بين انواع لغوية عدة : من السرد والوصف، إلى الروبورتاج، إلى الحوار المسرحي، إلى الحوار أيضا لكن العادي، وكأنك تنسفين كل مستويات الكتابة لتعيدي إليها حريتها. هل هذا قصدك ؟
حاولت أن أكتب حريتي على صدر الأوراق البيضاء الماكرة. لم تكن الطريق سالكة يسيرة. الآن أتأمل ما كتبت سابقًا فأجد أنني كتبت بهذه الأساليب مجموعتي الأولى "خريف يذرف أوراق التوت"، لكنني في مجموعة "كريستال و"رقص مشتبه به" اكتفيت بنسق واحد من الكتابة. وفي كل الأحوال لم يقل لي النقاد شيئاً مهماً حتى الآن، ويكفي أنني عشت قصيدتي، بكيت معها، وانتشيتُ بسلامها وضحكتُ من هفواتها الساخرة والجارحة.
- وهل هذه الحرية التي اراك تبرعين فيها، هي ما تتوق المرأة إليه للتفلت من سلطة الرجل أم هي حرية نابعة من مشاعر مختلطة إزاء هيمنة الذكر كما هيمنة السياسة في آن؟
كتابة الشعر كما الموسيقى تحتمل المقامات المختلفة والألات الموسيقية المتنوعة، الإيقاعات المتناهية في البساطة أوالتعقيد. والغاية ابتكار حالة جمالية مفعمة بالحسّ، قادرة على تحرير أرواحنا من خثراتها. ولكنها الحرية الناقصة، كما هي الكلمات ناقصة إزاء الواقع وفداحة أحواله. كتابتي طريقة في ممارسة حريتي التي اقتنصتها ودفعت ثمنها وما زلت. أليس غريباً وموجعاً أن يحرق حبيب دفاتر حبيبته ويطلب منها أن تحبه وتنسى الكتابة والقراءة. رجل قارئ و"مثقف" لكنه منكوب بما رضعه من قمع اجتماعي وسياسي ومعيشي. جميعنا-يا حرام- نتاج هيمنة وممارسات سلطوية، ونصوصنا نتاج وعينا وفعلنا ورد فعلنا على هذا الواقع.
- المحبرة تتكرر في كتابك المثير للأسئلة والمشاكسة. هل المرأة محبرة ؟ وإن كانت كذلك، فأين مكانها الحقيقي، أي الذي تريدينه في ثورتك هذه، مكانها في صراعك مع المجتمع الذكوري ؟ إلا إذا كانت المحبرة بالنسبة إليك المادة التي تقتحم لا تلك التي يستخدمونها.
بالتأكيد ليست المرأة في نصي قارورة، وليست استنزاف شهوات وتنفيس رغبات. انها الشهوة والرغبة والرحم الخلاق، والتوق إلى الكينونة الأعلى. هي الكلمة المغموسة بالدم والدمع والولع، والشاهدة على خرائب العصر وتقول" أمي وجدتُ يدي...أمي، نطيفة ثيابي، متسحة أوراقي والحبر كثيف، الحبر معصيتي، الحبر قيامتي، الحبر دمعتي، الحبر حبي، المحبرة أنثى والكلام ناقص..." الكلام ناقص والذكورة فادحة يا عزيزتي، الأسئلة كثيرة أواجهها مع القارئ في نص"المحبرة أنثى والكلام ناقص" وأصل إلى القول بأن" شهرزاد علتنا" ولكن أمامها الصعود بلا كلل، والرقص حتى القيامة.
ليس الوطن اختيارياً وليس الوطن إجبارياً
- ما هو المنفى، ما معناه في الألفية الثالثة؟
"أنا المنفى ويحملني صليبي نحو الهاوية". وجدت مرة في قصيدة أن "لم يكن الوطن اختيارياً/لم يكن المنفى إجبارياً/ البرد يقرصني ولي أن لأشتمه بأكثر من لغة". المنفى المعاصر منظومة لعينة قائمة على تغييب وقمع واستهلاك روح الفرد والمجتمع وسلامه. المنفى توجيه مقصود نحو اقتلاع الإنسان من الجوهر والمعنى والروح.
- انت تلجمين مشاعرك. تتلهفين للحب لكنك لا تقعين في أسر الرومنتيكية. هل من علاقة لذلك بمواجهتك الدائمة للعالم الذي ورثته المرأة عامة ؟
ربما لذلك علاقة بفشلي في الحب الأول. أذكر أنني بكيت بحرقة كثيراً ولكنني لم أقل له يوماً/ عليك اللعنة كم أحبك. وفي الوقت ذاته، كان لا بد أن انصرف إلى حب آخر كي أفشل فيه من جديد....وإلى آخره. وفي آخر الأمر، لم ألجم مشاعري ولكنني عرفت تماماً أن أفق هذا الحب عسير أيضاً، وإليه أهديت هذه المجموعة "إلى حبيبي الذي ستأخذه المسافات" كي أبحث عن قصيدة تشبهه في جرحه وغيابه.
- لغتك قاسية أحيانا ً وأحيانا أخرى حنونة. لكن أين تفضلين انت أن تكوني لدى الكتابة ؟
تجربتي في الحياة كشفت لي بعض مكونات شخصيتي. لم أكن أتخيل أنني سأستطيع أن أنسلخ عن بيتي هناك وأهاجر. لم أكن أتخيل أنني سأنام بعيدة عن ولدي الوحيد يوما واحداً. لم أتخيل ..اشياء كثيرة. لم أتخيل أنني سأصب القهوة للزبائن في المقهى الكندي كي أدفع فاتورة الانترنيت وأكتب مقالة وقصيدة أنشرها بلا ثمن. وووو... وفي كل هذه القسوة والأماكن كنت حقيقية ومفعمة بالحبّ وملتصقة بالكتابة والحياة التي لم تجردني من الفرح والحنان والشغب والمشاكسة ونقد العالم.
- تتوجهين إلى الشعر وكأنه إنسان. ترينه على الشرفة وفي كل مكان. هل هو كائن قريب اليك أم هو عصي على القبض عليه؟
في نص "مقعد للشعر، مساحة للحياة" كنت أناور السيد الشعر بمكر واستجداء وحميمية كي يعينني على الحياة ويعطيني خلاصاً من جديد بعد أن "رحل عني كل الذين كانوا/كل الذين لم يكن مقدرٌ لهم البقاء" في تلك الشذرات أردت أن أرى صور الحياة وأقنعتها، أكشف الغطاء عن وجه الشعر المستتر في هذه الأشياء من حولنا. فهناك حالة انسانية، ومن خلفها ينزاح الستار وتظهر حقيقة أخرى. اعتمدتُ البساطة في التعبير عن الفكرة. وفي النهاية لا يقين شعري لدي. ويوجعني أن "ارى الشعر وحيداً يدور في شوارع العالم ويسأل: متى كرنفال الحياة؟"
- تخوضين الشعر وأنت تتسلحين بالفكر والرأي والجدل والمساءلة. أي انك تتناولينه من أبواب شتى. فما الحدود بين الشعر وعكسه، وهل من حدود ؟
لقناعتي أن الشعر طريقة حياة، والحياة هي هذه المساءلات وأكثر. ولكن الشعر يختنق حين تغلب الفكرة والفلسفة والرأي على الجمالية الشعرية فتجعله عاجزاً عن خلق دفقة جمالية تجعل القارئ يغمض عينيه بنشوة، أو يركل الكتاب من يده بغضب أو حزن.
من يكتب تاريخ اللامنتصرين؟
- هل هي الهجرة التي وضعتك في مأزق الجغرافيا والتاريخ وفكرة الكذب التي تتناولينها؟
يقولون أن التاريخ يكتبه المنتصرون، وأقول: من الذي سيكتب تاريخ وسيرة اللامنتصرين في العالم؟ لا جواب، لذلك تعج كتب التاريخ بالكذب والتزوير، وهذه حالة لا علاقة لها فقط بالتاريخ السياسي بل تنسحب أيضاً على التأريخ الثقافي. لم نعد نقول عن الكذب كذباً، بل نقول هذ مجاملة أو تبادل مصالح ومنافع، أولباقة ومدنية. أي محاولة لتعرية الواقع من وجهة نظر –المغيببين- أو اللا سطلويين تواجه بالرقباء على الكلمة والرأي والموقف. حاولت تبسيط هذه الحالة في نص من نصوص المحبرة "شرفة الفراغ" وفي خاطري أن أقبض على الفراغ الذي تساقط بين فكرة وفكرة، كي أصل إلى قلب النص والصورة، كي ألامس قلبكم.
- تشيرين إلى الجسد والبوصلة، إلى النص والهامش ، إلى الصمت والجنون. هل لك أن تشرحي لي العلاقة بين هذه الأدوات ؟
هذه أسئلة صعبة وتحتاج إلى عمل نقدي جاد سأعفي نفسي منه. باعتقادي أن الكاتب يجب ألا يكون منظّراً ومحللاً لكتابته. ومن بعيد أقول في نص" تعلن إيمانها بالأشجار" وقعت في مأزق تفسير الوقت والزمان والمكان. هناك لحظات لا يعود الجسد حاضراً، تتعطل البوصلة والإحساس بالجهات فيحل الصمت ويقف القلب على حافة الجنون يهجس بأشياء هامشية من شاكلة" هل تصنع أكياس النايلون الكندية ضجيجاً يختلف عنه في الجزائر مثلا؟ " ربما هي محاولة إعادة الاعتبار للهوامش...
الذكورة والأنوثة محملتان بإرث ايديولوجي وديني
- تقولين "الكلمات لا تعرف الرجل، لا تعرف المرأة. عبر الكلمات ومعها نعرف كم فينا من الذكورة ومن الأنوثة". هل تؤمنين بازدواجيتنا أم بلا جنسيتنا ( من جنس) ؟
أعتقد أن ازدواجيتنا محكومة بضيق مساحات حرية القول والتعبير. ازدواجية فادحة يدفع المواطن والكاتب ثمنها. الذكورة والأنوثة محملتان بإرث أيديولوجي وديني جمعي. ثمة شرخ وفجوات بين القول والفعل، بين الكلمة والممارسة، بين أفعال السياسي وخطابه وقس على ذلك. وكم من "أنثى" في داخلها يقبع "الشهريار" وكم من شهريار، لا يشبع دماً ومديحاً واستباحة. لكن المفارقة في أمثالنا الشعبية" هم يقولون عن المرأة القوية "أخت رجال" وينعتون الرجل المسالم اللاعدواني ب" الرجل-الأنثى"
- وماذا عن ازدواجيتك في ما يتعلق بالعالم الداخلي والخارجي اللذين تتناوليهما بحرقة وقلق ؟
صحيح أن أحدهم كتب لي انني شاعرة رقيقة، وآخر قال: أنت شفافة وصادقة، لكن هذا لن يغرر بي ويجعلني أعترف بازدواجية شخصية أو نصّية. وإذا وشت لك النصوص بشيء من هذا، فأنها كما أسلفت، نصوص تحاول الكذب واللف والدوران وتستغيب الشاعرة. ولن أحدثك عن حرقتي والقلق إزاء المستور والمعلن من فصول الروح.
- لماذا ركزت في مكان ما على الحذاء والجوارب ؟ هل من تهكم في كلامك أو من مزاجية طريفة ؟
هذه حرية اختيار أيضا. هناك من يكتبون عن القضيب والفرج بهدف القيام بثورة إصلاحية مجتمعية ثقافية، أنا ثورتي الشعرية بدأت من الكتابة عن الأحذية والجوارب والسوتيان في أكثر من مناسبة، وبالبحث في علاقة ذلك بالحرية والقمع. حرية أن أضع الحذاء في قلب النص وأمضي في عراء العالم بما تبقى في من الحزن والورد والموت. وأجدني محظوظة حين تسعفني الطرفة أحياناً في الوصول إلى ما أريد. فلو كتبت عن الحذاء بتجهم سيرجمني القارئ أو يقاطعني، فالواقع ينضح بالأحذية والتجهم و...
- فوضى المحبرة، نوم المحبرة، جنون المحبرة، صمت المحبرة، جيم المحبرة، هل انت كل هذه المحبرة ؟
أنا مؤلفة كل تلك المحابر. وأنا المرأة التي استيقظت باكراً في الويك اند كي تكون معكم عبر هذه الكلمات، وبعدها ستخرج للتسكع في شوارع العالم متخففة من أعباء المحبرة وفصولها، وإلى المحبرة ستعود، كما في البدء حيث كانت الكلمة...
نشر في صحيفة ( البناء) اللبنانية عام 2010
*
كلما غضبتُ من بؤس هذا الواقع، كلما كتبتُ بصدق أكثر وتعرية لطبقات هذه الثقافات والمجتمعات. جاكلين سلام
تعليقات