قصيدة "فائض الأحذية" من مجموعة "رقص مشتبه به، 2004




جاكلين سلام

أفــق 1


للحذاء قلب في لهجتنا الشامية

نحن-
نضع القلب في سمت الأشياء
ندللّ على المجاهيل بـالقول:  
تجدونها في قلب الكيس- قلب الرسالة– قلب النص- قلب الحذاء

في قلب الجسد،
بمنتهى الحذر نواظب الإعتراضات السرية

نحن-حين نكون في البلاد، نمشي
وقلوبنا معلّــقة

قلوبنا، قضايانا المستترة
نعثر علينا في العتمة
في الغبـار
في الخرابات

قلوبنا تنتمي إلينا

تستيقظ كقلب الياسمين
وتكتب: أننا رأيناها
حمراء
بيضاء
سوداء
ضبابها لا يحـدّ

أحذية المدينة لوحة مؤجلة
من يفـكّ شيفرتها!


قلوبــنا، بلادنــا
شوارعنا التي نجوبها
ولم نتحرر منها بعد!





أفــق 2


بعض الأحذية جديرة بأكثر من هوية

أتأمل الحذاء الرجالي الأسود في لوحة الفنان يوسف عبدلكي (1)
أكثر من إعصار في قلب الحذاء!

شغلتني سيرة الأحذية
لوحات مبدعين وأشقياء في العالم
لم يشغلني إن كان الفنان كردياً/سريانياً/عربياً
أم بدون هوية

أتساءل:هل كان يلزمه كــــل هذا المنفى ليرسم حكاية معاصرة؟!

قامــات سرابية وأحذية بلا تاريخ تُــعلّق من كعب أحلامها في آخر الدنيا

ودائماً تعثر على قلب الحارة، مفاتيحها
حين تعود!




أفــق 3

معلّـقة فوق خط الأمل، حذاء "تيري فوكس" (2)

ركض برفقة قدمه الإصطناعية
بين آلامه والثلوج والعواصف في "ماراثون الأمل"

قال: "الأحلام تُـصنع، يصنعها الناس إذا حاولوا"

السرطان الخبيث، جرّده من روحه


لحذائه تمثال،
في قلب العاصمة- أوتاوا

حذاء النـص وقلبي يغوران في قعر الإحتمالات

لديّ فائض أحذية،

أين ربيع الطرقات!



أفــق 4

مفردةٌ أمنا وأكتب بصيغة الجمع،
نحن

 خرائط الضباب لم تأخذ بيدي 

كان المغني يعلق على الجدار لوحة لغيفارا وأخرى لعبدلكي و"بغرفة صغيرة وحنونة" (3)
بكينا

هاجرنا
لم نهجر


أخي لم ينس أن يأخذ كنزة صوف حاكتها أمي لطفولته
أخي خبأ طفولته في الحقيبة
كتب لي أنه يلبسها على كتفيه حين يجمّده الحنين  

أخي لئيم، لم يسمح لأمي أن تعطني شالها قبل السفر

قال: سأجعله أيقونة حزينة في كندا

قال: لا يريدني أن أطيل النظر إلى العتمة المعلقة في قلب العالم


أمنا- تتردد كلماتها في آذاننا الصغيرة
 "نظّـفوا المكان الذي تقيمون فيه، لا تقعدوا على أوساخ الآخرين"


حافية، أعدّ المحبرة لرحلة في خزانة الأحذية

استجدي المجهول
إلـهي: زدْ قلـب القصيدة، دفقـاً وبصيرة!

جاكلين سلام-كندا
من قصائد مجموعة "رقص مشتبه به" عام 2004
ترجم النص الى الانكليزية وقرأ في عدة مناسبات باللغتين العربية والانكليزية.

__هوامش: __
(1): يوسف عبدلكي، فنان تشكيلي سوري مقيم في فرنسا. احدى لوحاته الكبيرة الحجم، تظهر فيها فردة حذاء رجالي.
(2): تيري فوكس، شاب كندي، أصيب بالسرطان في قدمه اليمنى. شفي جزئيا واصبح له قدم اصطناعية. نذر روحه لجمع تبرعات لأبحاث السرطان. قرر ان يقطع كندا جريا على قدميه. لم يكمل "ماراثون الأمل"، إذ اجتاح السرطان رئتيه. أصبح أحد رموز الأمل والمقدرة على التغيير.... أصبح من الاسماء المحتفى بها في كندا.
(3): بغرفة صغيرة وحنونة، أغنية للفنان السوري سميح شقير.






تعليقات

جاكلين سلام

حضانة الاطفال والحقائق المرة عن محكمة الاسرة في كندا

شعرية الكريستال قراءة نقدية في مجموعة كريستال للشاعرة جاكلين سلام. د. محمد فكري الجزار

about " Anne of green Gables"

قسوة الهجرة الى كندا في مذكرات سوزانا مودي، جاكلين سلام

مراجعة كتاب وقراءة في "نادي الانتحار" والليالي العربية الجديدة

مشاركة جاكلين سلام في مؤتمر اعدت له الجامعة الكندية ( ماكماستر) حول اللغة والمنفى

انشغالات جاكلين سلام في الدستور الاردنية

حوار مع الناقد محمد عباس في صفحة منتدى مدينة على هدب طفل 2004

نصوص من مجموعة المحبرة أنثى