حوار اجراه الكاتب التونسي الهادي الجويني 14 نوفمبر 2022 بوابة الكتاب الالكتروني
بوابة الكتاب الالكتروني 14 نوفمبر 2022
حوارات
الكاتبة السورية المقيمة في كندا جاكلين سلام حنا
- سنوات الهجرة الأولى كانت مؤلمة وجارحة و بالكلماتُ شفيتُ من مخاوفي ووجدتُ بعضاً من ذاتي.
- الشعر رفيقي المشاكس و شهادتي على عالم ينقصه الحنان والحب و بالشعر أصغي إلى همهمات الأرض وثرثرة الأفكار.
- لم نتحرر بعد من التابوهات ومن عيون الرقباء الذين ينتشرون في الفضاء الالكتروني على شكل ذباب وجماعات مقنعة.
-امقت النعرات القومية و احلم بإبداع يساهم في بناء وطن يليق بالجميع ويحتضنهم.
حاورها الهادي الجويني
تونس – بوابة الكتاب الالكتروني
انتشي فرحا و تتملكني مشاعر الغبطة و السرور كلما حاورت شخصية أدبية مبدعة تكتشف بتوارد أجوبتها أنها استثنائية فكرا و روحا و قدرة على تطويع اللغة للتعبير عما يخالج عقلها من أفكار و مواقف تعانق الإبداع الإنساني و تقطع مع المألوف في عالم يكتنفه الضجيج و تترصد حركته خفافيش الظلام و التطرف من كل حدب و صوب .
ضيفتي هذه المرة كاتبة سورية غير عادية . في نصوصها صدق الأنبياء و في أعمالها شعرا و نثرا رائحة العظماء و أفكار فلاسفة الإغريق و أدباء عصر الأنوار. تستفز ملكة التفكير لديك و تدعوك بكل رفق و ذكاء إلى التخلص من الركود الذهني من اجل بناء مجتمع مستنير يحترم القلم الحر و يؤسس لحداثة حقيقية تضع العقل في مقدمة اهتماماتها و تسعى إلى رفع الجهل عن النفوس المتكلسة و مقاومة التطرف بكافة أشكاله .
في هذا اللقاء الممتع و المثير تسافر بنا الأستاذة و الأديبة جاكلين سلام حنا في عوالم الأدب الراقي و الكتابة المستنيرة و الترجمة المتفتحة على الآخر بعيدا عن المعالجات التقليدية لمواضيع و قضايا حارقة ليس اقلها خطورة موقع المرأة في الأدب العربي و أهمية الشعر في حياتها و خصوصية الأدب المهجري فضلا عن تفكيك قضية مساهمة الأدب السوري في رصد الواقع المتغير من حوله .
و في ما يلي نص الحوار
- من هي الأستاذة جاكلين سلام او جاكلين حنا و كيف كانت البدايات الأولى مع الإبداع و الترجمة و الكتابة عموما ؟
* أنا المرأة التي كانت هادئة وخجولة قليلة الكلام وصوتها هامس ومرتبك في الطفولة والشباب. وأنا المرأة التي تقف للعمل بين القضاة والمحامين والعاجزين عن الكلام وعن العمل. أنا امرأة على هامش الكون وتكتب في المساء وفي عطلة نهاية الاسبوع لوحدها في شقة في بناية شاهقة شرق مدينة تورنتو، الكندية. لم يأسرني في الكون شيء كما الكتب والحبر والاسرار التي تحملها.
القدر . الاجتهاد و الشغف ثلاثية كانت وما تزال رفيقي وسندي و كانت الانطلاقة الحقيقية في كندا وفي أقل من سنة كنت أشارك في إلقاء كلمات وقصائد وأساهم في تأسيس ملتقيات للحديث عن قضايا المرأة المهاجرة وتطلعاتها. كنت أبحث عن صوتي المطمور في حنجرتي. كنت أكتب كي لا أبكي، وأحكي كي لا أموت بلا صوت. سنوات الهجرة الأولى كانت مؤلمة وجارحة. بالكلماتُ شفيتُ من مخاوفي ووجدتُ بعضاً من ذاتي.
اخترت الكتابة باسم جاكلين سلام، واسمي الأصلي جاكلين حنا كي أقول للسلام كن حلمي وطريقي إلى المستقبل. ولم أكتب ربع صوتي وحلمي حتى الآن.
-تكتبين القصة و الشعر و المقالة و تترجمين أيضا فهل يمكن للمبدع أن ينجح في كل الأصناف أم عليه أن يختار في لحظة ما ؟
* أكتب في هذه الحقول كي لا أموت صامتة وبغير صدى. وأجد أن هذه الأنساق والأصناف الأدبية كانت تلقي لي الطعم في كل منعطف وطريق فأحاول أن أصطاد من سحر هذا العالم جملة شعرية، أو حكاية مهجرية لا أريدها أن تنطفء على جدرانها وتموت. وبغير هذه المحاولات في التعبير، كيف يمكن لامرأة مهاجرة مثلي أن تتجذر في واقعها ومحيطها الافتراضي، العربي وغير العربي .
هل ينجح المبدع في أكثر من صنف إبداعي؟ لا أدري إن كنت نجحتُ في أي منها، ولكنني أحاول أن أكون رافداً جديداً للعربية، وخاصة أن قراءاتي كثيفة بالانقليزية، واشعر بأنني يجب أن أنقل ما أثمّن وما أراه ذا قيمة إنسانية وجمالية.
حين أقرأ كتاباً جميلاُ أشعر بضرورة أن ألقي الضوء عليه في مقالة أو مقتطف مترجم. أحيانا أنشر مقالاتي وكتاباتي المتفرقة في مواقع وصحف وأحيانا أكتفي بنشرها في صفحة الفايسبوك وخاصة في السنوات الأخيرة. باعتقادي أن إشارتي إلى اسم كاتب أو كتاب مهم قد يلفت نظر المؤسسات العربية إليه بغية ترجمته.
-ماذا يمثل الشعر في حياتك و هل فكرت يوما في التفرغ له أم انك تؤمين بتعدد الممارسات الإبداعية ؟
* الشعر أغنية القلب الذي لا يكتفي بما هو كائن في هذا الواقع. والشعر روايتي التي لا تنتهي إلا بغيابي عن هذا الحيز الكوني. الشعر رفيقي المشاكس والدم الذي يتجدد في خلاياي حين أستيقظ وحين أسهو عن ذاتي في منعرجات هذه المدينة الاسمنتية الغربية. الشعر شهادتي على عالم ينقصه الحنان والحب والفرح. لو كان لدي خيار التفرغ للكتابة الشعرية أو الإبداعية لكنتُ سعيدة وممتنة للقدر، ولكنني لا أمتلك هذا البذح. أنا امرأة عاملة، اشتغل ساعات طويلة كي أعيل نفسي وأعيش بكرامة تحمين من الاحتياج . الكتابة العربية لا تدر أي مدخول مادي، وتكاليف العيش هنا باهظة. مدينة تورنتو، واحدة من أغلى المدن، وأكثرها تنوعاً أثنيا وعرقياً. وهي بذلك تتيح لي نافذة كي أرى العالم الملون ما أن أستقل القطار أو أذهب إلى إي تجمع ثقافي أو إلى العمل. بالشعر أصغي إلى همهمات الأرض وثرثرة الأفكار وهي تتشكل وتسقط فوق مدارج أعمارنا مطراً وثلجاً وزرقة.
- علاقتك بالترجمة قوية و وطيدة فهل كان الأمر اختيارا أم لأسباب موضوعية تعود إلى إقامتك خارج وطنك و تحديدا في كندا ؟
* بالتأكيد انتقالي للعيش في كندا منذ قرابة ربع قرن كان له الأثر الكبير في مجمل حياتي الشخصية والإبداعية. بدأت بتحسين لغتي الانقليزية كي أتمكن من العمل في كندا التي تعتمد الانقليزية والفرنسية لغة الدولة الرسمية. وبحكم تواجد المهاجرين العرب المكثف كانت الحاجة إلى تأمين خدمات الترجمة للمهاجرين واللاجئين بكل لغات العالم والعربية ضمناً. راقت لي المحاولة ثم الانغماس في هذا الحقل الذي فتح لي أبوب العمل الاجتماعي وغيره.
كل لغة جسر إلى بيت المعرفة الشاسع. وكلما وضعت قدمي على درجة من هذا السلم أجد الشغف أخاذاً والطريق طويل. وفي كل الأحيان، استمتع بما أتغمس فيه. وحين أفقد المتعة والشغف، أتوقف وأبحث عن طريق آخر. حتى حديقة منزلي أتعامل معها كما أتعامل مع اللغة الجديدة. أزعل حين لا أعرف كيف أحافظ على هذه الشتلة من الموت، وأنتشي حين تتفتح زهرة تحت ناظري أتابع نهوضها وموتها بلغة الربيع والخريف والأبجدية التي يعجز حتى الشعر على توصيفها وتصنيفها.
- الترجمة دليل انفتاح و ثراء فكيف تختارين تراجمك و ما هي اللغات أو الحضارات الأجنبية الأقرب إلى قلبك؟
* حين بدأت القراءة منذ الطفولة كانت الآداب الروسية هي المصدر المتوفر بكثرة في سوريا السبعينات. في طفولتي انغمست بالقراءة في قصص الأطفال ثم الآداب بالترجمة عن اليونانية واللاتينية والإسبانية والروسية. وهذه الحضارات كلها أقرب وأغنى في بعدها الجمالي من الكتابة الانقليزية، والقليل من الفرنسية المترجمة إلى العربية.
الأدب الانقليزي الأمريكي والكندي، حديث العهد قياسا بحضارات العالم العريقة. وهذه المجتمعات تأسست على أساس الهجرة واللجوء. إذا بنيتها في القرن الأخير صارت (عالمية مختلطة ملونة متشابكة) ولا يوجد صفاء واصطفاء وتفضيل. كندا، بيت اليوناني والايطالي والعربي والمشرقي والأفريقي والصيني وما إليه. هذا يحتاج إلى بحوث سوسيولوجية وألسنية كي نفهم معاناة ومزايا الفرد المعاصر.
وحدها الصدف وضعت بين يدي الكتب والاختيارات. كنت أستعير من مكتبة المدينة( المركز الثقافي العربي في ديريك-مدينة الطفولة). وفي بيت أهلي وجدت عدداً محدودا من الكتب. والتجربة الميدانية وضعتني على تماس مع الأدب الكندي وكتابه الملونين والبيض والسود. كل تجربة ولغة تشكل إضافة للمخزون الروحي والفكري. ومن طبعي التأمل في الجماد والأحياء والعمران. لو كان لدي ما يكفي من الوقت، لأنتجتُ إبداعياً أكثر، ولكن الأيام أقصر من أحلامي والأعباء كثيرة.
- الأدب المهجري له خصوصياته و أسبابه فهل ساهم هذا الأدب فعلا في إحداث نقلة نوعية في حياتك الإبداعية و هل لذلك علاقة بمساحات الحرية و التحرر من المحرمات و التابوهات؟
* الأمر غامض بالنسبة لي نوعاً ما. ما يراه الآخرون حرية واختلافا جرأة في كتاباتي، أراه أقل جرأة مما أريد. بل أشعر ضمناً بأنني أقمع نفسي عن التعبير عما أريد وأشعر لأن كتاباتي بالعربية في الغالب. المتلقي والناشر العربي يمارس الرقابة أيضا على المنشورات. هذه الكتابات يتم تفسيرها بطريقة تقليدية وأحياناً عدوانية تنبع من ضيق أفق المتلقي الجبان الذي يريد إخراس صوت المرأة المختلفة قليلاً. المراقب خائف من حرية الكلمات التي تكتبها نساء من آخر الكون.
لا أحب أن أكون في جوقة أو كورس أو قطيع يكتب على نفس البحر والخط والإيقاع. الكتابة إن لم تكن عجينة يتم تشكيلها بمهارة الشخص المبدع لتأخذ بصمات أصابعه وروحه وتجربته لن تصمد ولن تصبح رغيفاً في كفّ هذا العالم. العالم المهجري له جغرافية وبيئة وتجربة مفارقة تماما لما كنا عليه في سوريا مثلا، وبالتأكيد هذا يؤثر على التعبير وحيز الحرية وحلم الوصول إليها .
لم نتحرر بما يكفي من التابوهات ومن عيون الرقباء الكثر الذين ينتشرون اليوم في الفضاء الالكتروني على شكل ذباب وعصابات وجماعات مقنعة.
- سوريا بلد الإبداع بامتياز فكيف تقيمين مساهمة الأدب السوري في رصد الواقع المتغير اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا ؟
* تفاقم الكوارث على هذا الشعب الجميل المبدع الكريم في بيته ومع الغرباء والضيوف أصابنا بالصدمة وعدم استيعاب ما يجري حتى الآن. لا يمكنني تقييم الموقف الثقافي الحالي بشكل عادل لأنني بعيدة عن الوسط. يمكنني القول أنني أمقت هذه النعرات القومية بشقها العربي والكردي والطائفي والإيديولوجي. تلك الإنقسامات التي تطفو على الساحة بين المهجرين في أوروبا ودول المهجر تعكس حالة مرضية وانتهازية لا تخدم الوطن. السوريون ضحايا هذه المرحلة على اختلاف مشاربهم. وأحلم بأن يستطيع السوريون استيعاب الدرس والايمان بأن الانسانية والعدالة الاجتماعية تتفوق على الطوائف والقوميات والأديان المتناحرة.
السوريون ضحايا العتمة والظلم وقلة الكهرباء والخدمات الصحية والمعيشية اللازمة للتوازن والتفكير والانتاج الابداعي. أما المهاجرون فهم إما أفراد على الحياد، أو صاروا أتباعا لمنظمات تسير بإرادة جهات دولية مسيسة. لا أدري، متى ستنقشع هذه الأعاصير ويعود الإبداع ليساهم في بناء وطن يليق بالجميع ويحتضنهم.
- نلاحظ انخراطك الواعي في المشهد العام بالآراء و المواقف الصريحة فهل المبدع كائن اجتماعي و سياسي بالضرورة و لا يمكنه رصد الواقع من برجه العاجي ؟
* أنا ابنة فلاح شهم وكريم، ولا تناسبني المقامات العاجية. أحب الأرض والتراب والشجرة والتلقائية في التعبير بلا تكلف. مرة سألني ابي قبل رحيله وعلى الهاتف: ماذا تفعلين هذه الأيام؟ قلت له أنني أكتب.
قال: ومتى تنتهين من الكتابة يا ابنتي؟ قلت وأنا ابتسم: هل ستكف يا أبي عن زراعة الأرض كل موسم؟ فقال: طبعا لا، وإلى أن يأخذ الله أمانته. فقلت، وأنا أيضاً فلاحة مثلك يا أبي ولكن بالقلم والحبر ولن أنتهي إلى أن أغادر هذا الكون. رحل أبي وحيدا في سوريا، ونحن في شتات العالم. على سرير موته كان يعد أولاده الغائبين على أصابعه حين فقد المقدرة على الكلام.
أنا أميل إلى الرصد الاجتماعي وتشخيصه والتعبير عنه لأنني أرى التغيير والبناء قادم من هناك، ولا أضيع وقتي في التحليل السياسي لأنه يحتاج إلى خبث ومراهنات على مقاعد السلطة. في الكتابة الأدبية أرصد هذه الابواب دون أن أدعي امتلاك المفاتيح ولا الأقفال. تصوري، أن كل سياسي ما أن يصل إلى السلطة يصبح ديكتاتوراً في ثوب جديد. أفة الكراسي السلطوية كتبتها في أكثر من نص شعري وساخر.
-الإبداع رديف الحرية و تجاوز السائد لكن ماهو دوره في مجتمعاتنا التي لاتزال تعاني من مظاهر التخلف والأفكار البالية ؟
* بحكم القيود المفروضة على التفكير والإبداع العربي، سنجد تكررا للتيمات والأسلوبية وطرق التعبير. ومن جنح في خياله واخترق المحجوب والتابو سيبقى عرضة للتهميش أو محاكم التفتيش عن جنحة الفكرة والمخيال. وهذا مأزق منذ أكثر من قرن ولذلك لم نتقدم كثيراً في حقول الفلسفة والفكر والتجديد الإبداعي قياساً بالغرب، كما أتصور.
شهدت السنوات الاخيرة حراكاً ثوريا على أكثر من رقعة ولكن ذلك ترافق مع تصاعد أصوات الدعوات المتخلفة عن الركب الحضاري والاجتماعي الصحي السليم اللازم.
الكاتب العربي المجتهد في الداخل الشرقي يجب أن ترفع له(لها) القبعات. هناك جماليات وهناك طفيليات تتحلق حول المنصات والمنابر بحكم مصالح السلطات الثقافية البشعة أيضا.
- هل تؤمنين بوجود أدب نسائي مختلف عن السائد و هل ساهمت المرأة فعلا في طرح قضايا أكثر عمقا و دلالة ؟
* أعتقد بأن كل امرأة تجربة وصوت يختلف عن صوت امرأة أخرى ويختلف عن صوت الرجل أيضا. ما أكتبه شخصياً ينبع من مساحتي الخاصة كامرأة سورية، وكندية وأحمل مساحة يتقاطع فيها وجودي السوري مع الكندي ليكون نسقا يشبهني.
أعتقد النسوية مراحل وحيثيات تختلف باختلاف المراحل والموقع الجغرافي. وهي كفكرة اجتماعية قوامها الدعوة إلى المساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية تركت أثرا في طريقة طرح المرأة لمعاناتها الفردية والاجتماعية. لا يهم ما نعتقد، بقدر ما يهمنا الجمالية والتميز الذي نطرحه في كل كتابة نتلقاها أو نعلن عنها.
في صفحات الفايسبوك مؤخراً أجد كتابات عارية فجة تافهة لبعض النساء وهذه الكتابات تتلقى مديحا ذكوريا مرعبا. وأمقت تلك الظواهر وأنتقدها. وأجد أيضا اشتغالات لنساء شابات ومقتدمات في التجربة يشكلن خصوصية فكرية وفنية لم تقرأ وتقيم ما يجب حتى الآن.
-تحصلت على الكثير من التكريمات القيمة فما هي قيمة هذه الجوائز على المستوى الشخصي في ظل تشكيك البعض في أهميتها باعتبارها شكل من أشكال المحاباة لا غير ؟
* حصلت على تكريم من مركز نسوي في تورنتو، تثمينا لكتاباتي عن حقوق المرأة وحريتها وحقوقها وهذا أقل استحقاق لي لانخراطي في العمل الطوعي والميداني والثقافي الاجتماعي العربي والكندي. وتحصلت على درع التقدير واختياري الشخصية الثقافية لعام 2013 تقييما وتكريما لجهودي الابداعية شعراً وفكراً. تجربتي في الكتابة مستمرة وعلى مدى ربع قرن وأنا أعمل على انفراد ولا أنتمي لأي جهة أو مجموعة. بل اعتز باستقلالي وعصاميتي. وعلى الصعيد العربي بشكل عام أعتقد أنني لم ما زلتُ خارج حساب السلطات الثقافية العربية وموازينها.
-لديك إسهامات كبيرة في الإعلام بكافة أشكاله فما هي نصيحتك للأجيال الجديدة من الإعلاميين و ما هو المطلوب ليقوم إعلامنا بدور ريادي في نشر الثقافة الحرة ؟
* حين يبحث الفرد المبدع عن صوته الخاص ويكف عن تقليد الآخرين، سيجده وسيكون له بصمة مختلفة لا تترسخ بغير التجربة المستمرة والقراءة والمحاولة من جديد مهما كانت المعوقات. لو قدر لي يوما أن أكتب عن مصاعب الطريق التي اخترتها وخضتها وما أزال أتعثر، لأدرك الناس بأن المهجر ليس رحلة استجمام بل شقاء يومي وشغف وإخفاق وصعود. قال صاموئيل بيكيت ما معناه، إذا اخفتَ، أعد المحاولة وسيكون الإخفاق بشكل أفضل. نحن نتعلم من فشلنا أكثر من أي شيء آخر.
-ختاما ما هي برامجك للمستقبل و هل تفكرين في خوض مغامرات إبداعية جديدة مختلفة عما عشته في السابق ؟
* ما أشتغل عليه حالياً هو اكمال مشاريعي الكتابية المختلفة، والتي هي نصف منجزة بفعل التشتت بين العمل والكتابة. لدي كتاب: يوميات وقصص وترجمات ومجموعة شعرية وحوارات، ومقالات عن أدب المرأة. كلها تحتاج إلى تنضيد نهائي قبل أن يسرقني الغيب من هذا الكون. وربما يأتي يوم وأكتب رواية أيضاً رغم أنني رهينة السيد الشعر أولاً وأخيراً.
تعليقات